إليوت .. زينب والأوسكار

عيناكِ نخْلي ونزف القلب عرجوني

لا شأن للماءِ في زيتي وزيتوني ..

حربُ الكناياتِ عن جنديها غفلت

وألّبَ الليل ، في رأسي فناجيني ..

إجازة الحُب ، لم تنضجْ مطالعها ،

وخاننا الوقتُ يا سِفري وتكويني..

لم نشرب الشايَ في صبحِ الحُسينِ ولم

نصافحُ الله في أيدي المساكينِ ..

ولم نُزاحمْ إلى العبَّاسِ أضرحةً

ولم نُقبِّل خيوط الطور والتينِ ..

**

يا أخضر القلب كم نعناع أغنيةٍ

قدّمت للحُبِ في أشهى المواعينِ ..

وكم خبزتْ بأفرانِ الهوى غزلاً

حتَى توسدتَ في ليلِ الزنازينِ ..

يا وحيَّ طاغور أنّى جئتني ولمنْ

أهدى الشياطين في الوادي عنَاويني.

وهل وصلتُ إلى الدنيا لتحضُنني

في شمس تمَّوز يا ليلى براكيني ..

يجرُني الشوقُ من ثوبي ودوَّخني

ما يسرقُ الصيف من تمري وليموني ..

وطاردتني كلابُ الشاه حيثُ فمي

لم يبنِ ماضيه من سُحتِ السلاطينِ ..

لا زلتُ كالطفلِ تحميني ملائكةٌ

ويحفظ الشِعرُ إخلاصي ويهديني ..

أهداني اللهُ حرفاً من محبتهِ

فكيف إبليس عن درْبي سيُغويني ..

وكيف تُبديهِ يا أسمائهُ كرماً

وفيضُكِ الفذُ من كافٍ ومن نونِ ..

لي أن أموتَ حياءً من تفضُلهِ

وتبلعُ الأرضُ أنفاسي وتطويني..

**

إني أناجيك في أطفال حارتنا

في فرحة العيد في جرحي وسكيني

في وجهِ زينبَ في أنغامِ مشيتها

في ضحكة الفجر من ماء وصابون

في كل شيءٍ لها ، في لعبةٍ نُسيتْ

خلف الجدارِ وفي سحرِ التَّلاوينِ..

يا صوتها العذبَ ، يا ميلاد توبتنا

يا بسمة الربِ من شتى قرابيني ..

يا وجهي الغضُّ يا شمسي التي طلعت

ويا حواميم قرآني وياسيني ..

و ياصلاتي التي مرَّت وعاتبني

فيها الوجود ، و يا أحلى دواويني ..

ويا قُديحي التي ضاقت شوارعُها

ويا حزامي ويا قانون قانوني..

و يا مجرات أفراحي و يا أفقاً

يؤرشفُ الريح في جري الطواحينِ ..

أحبُ عينيكِ في -أيلول- عاريةً

عري الفراشاتِ في أزهار تشرينِ ..

سلمتُكِ الآن أملاكي وقد شهدوا

بأن نعليكِ مفتاحي وقاروني ..

وأنت أهرام أشواقي ونيل دمي

وأنت اليوت في وصف وتضمين

وأنت هوليْود يا أوسكار حفلتنا

وأنت موزارت جبار التلاحينِ ..

أهواك أهواك لا تكفي ستخطفُني

أيدي الجميلاتِ في مشفى المجانينِ

لا تتركيني فأنتِ الدرس يا لُغةً

تلخص القلب من شرحٍ وتدوينِ..

وناوليني يداً بيضاءَ صافيةً

يسيرُ نبضي رشيقاً في شراييني


error: المحتوي محمي