من القطيف إلى الإمارات.. جرافيتي الماحوزي يزيّن جدارية في «جميرا دبي»

نقلت الفنانة التشكيلية زينب الماحوزي طفلًا من عصر “الآيباد” في رحلة عبر الزمن، حتى يجد نفسه في غرفة قديمة يعود طرازها لأيام السبعينات، تمتلئ جدرانها بأجهزة تلفاز انتهت برامجها، وفي إحدى الزوايا طفل آخر يشاهد المسلسل الكرتوني القديم “جريندايزر”، لتسكن الدهشة فكر الطفل الأول كيف وصل إلى تلك الغرفة ولماذا لا يوجد إنترنت فيها؟!

رحلة الماحوزي امتدت على جدار طوله 245 سم، وعرضه 6 أمتار و16 سم، مستغرقةً في رسمها أسبوعًا كاملًا، وعلى مدى ما يقارب تسع ساعات يوميًا، وذلك في مشاركتها بـ”مشروع جميرا”، والمقام في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وجاءت مشاركتها كثاني فنانة سعودية بين 30 فنانًا عالميًا وعربيًا، بعد أن أطلق المشروع المنظم من “براند دبي”، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وعن اختيارها للمشاركة قالت لـ«القطيف اليوم»: “رُشّحت من قبل المكتب الإعلامي لحكومة دبي لأكون ضمن كوكبة الفنانين المشاركين في هذا المشروع الضخم قبل شهر ونصف، وقد جاء ترشيحي واختياري تحديدًا من مديرة المشروع شيماء السويدي، رغم أنها لا تعرفني شخصيًا ولم تلتق بي مسبقًا”.

وفي حديثها حول المدة التي استغرقتها لإنجاز جداريتها؛ ذكرت أن مدة العمل في مرحلة التصميم بالفوتوشوب كانت عشرة أيام، ثم بدأت في مرحلة نقلها على شرائح بلاستيكية قامت بتفريغها بالمشرط، وقد استغرق ذلك منها أسبوعين، واحتاجت بعد ذلك لأسبوع كامل لتنهيها على جدار الجميرا.

زينب بيّنت أنها رغم حرارة الجو في الوقت الذي كانت تشتغل فيه على جداريتها إلا أنها كانت تشعر بمتعة خلال تلك الفترة، موعزةً ذلك إلى المساعدة والتعاون الذي حظيت به هناك، سيما أن المشروع استعان بطالبات الفنون من دولة الإمارات لمساعدة الفنانين المشاركين، وهن من وصفتهن الماحوزي بالمتعاونات جدًا رغم التعب وحرارة الجو، مشيدةً بدور معاونتها الطالبة الإماراتية حسانة عارف.

الماحوزي المشاركة للمرة الرابعة بجدارية في أحد الشوارع والتي نقلت فنها من جداريتين في القطيف إلى ثالثة في الخبر وأخيرًا رابعة في دبي تجد أن المكان الأنسب لعرض هذا النوع من الفن هو الشارع – حسب وصفها – حيث تقول: “الاستنسيل جرافيتي فن مرتبط بالاستريت آرت أو فن الشارع، وقد أحببت هذا النوع كثيرًا، رغم أنني بدأت فيه منذ فترة قريبة، ولم تسنح لي الفرص أن أمارسه بكثرة في الجداريات، إلا أنني ومن حبي له أصبحت أشتغله بلوحات أستينسل وأشارك بها في المعارض”.

الجدير بالذكر أن زينب الماحوزي المنحدرة من مدينة القطيف لها مشاركات فنية داخلية وخارجية كثيرة، كما فازت بعدد من الجوائز الفنية، وتعد جداريتها في مشروع جميرا بدبي أول جدارية خارج لها حدود الوطن.

يشار إلى أن  أن مشروع جميرا منفذ بالشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وبلديتها، ودائرة السياحة والتسويق التجاري، والمجلس الرياضي فيها، وهو يهدف إلى تحويل منطقة جميرا لوجهة ثقافية ونقطة جذب للمبدعين الإماراتيين والعرب والأجانب.


error: المحتوي محمي