هاجَ المخاضُ بصرفنا الصِّحي وقد
فاضت مجاريهِ وطافت في البلَد
بعضُ الشّوارعِ لم تَزل بمياهها
إذ نالها غيثُ السَّما يوم الأحد
ما جفَّت الطّرقاتُ حتى جاءَنا
سيلُ المجاري جارفاً ما قد وجَد
غمَرَ الشّوارعَ والبيوتَ ولَم يدعْ
بطريقهِ غَيْرَ المآسي والنَّكد
قد مرَّ مِن نادي السّلامِ مُشرِّقاً
نحو الجُمَيمةِ والبريدِ المُعتَمد
وبأرض ( شُكرِ الله ) أفرَغ ماءَهُ
فيها وما في حملِها يُرجى ولَد
وسرى لأروقةِ البيوت مُخلِّفاً
أحزانَ أهليها تُنادي بالنَّجَد
وتضرّرت بعضُ المنازلِ إذ رأت
ذاك الأثاثَ لِعُظمِ سيلٍ قد فسَد
فزعت إلى تعويضهم جمعيّةٌ
شكَرَ المُهيمنُ سعيَها مدَّت لِيَد
ومضى ( لقرطبةِ ) البنين مُفاجئاً
طُلاّبَها حين الخروجِ بما ورَد
وتخلَّفت باصاتُ نقلهمُ ولَم
تحضرْ وزاد غيابُها فيها الكمَد
والسَّيرُ في الطّرقاتِ أصبحَ شائكاً
صعباً كأنَّ الماءَ منفجرٌ بِسَد
وضعوا المقاعدَ للعبورِ وقد أتى
في مقطعِ التصويرِ شخصٌ قد رصَد
مَعَ ذاك لم يسلمْ هُنالك طالبٌ
فالماءُ أحدقَ بالجميعِ وقد صعَد
والبعضُ خاضَ الماءَ بعد إيَاسِهِ
إذ لم يجدْ رُكناً وثيقاً أو وتَد
الماءُ آسنُ والقذارةُ قد علَت
فيه وتنبعثُ الرّوائحُ إن ركَد
غرِقت بذاك السَّيلِ عَوَّامٌ وهل
من بعد نكبتها لها يأتي رغَد ؟!
قد عُلِّقت يَوْمَ الخميسِ دراسةٌ
خُصَّت بها عوّامُ من فِرطِ الكَبَد
نرجو السَّلامةَ للجميعِ وأن نرى
حالَ المُواطِنِ في البلادِ قد استعَد