ليكن في جعبتك أهداف تسعى إليها وتتمحور حولها لكي تنال نصيبك منها، هدفٌ خلفه هدف، هدفٌ أمامه أهداف.
هدفٌ يناسبُ قيمتك ويتوافق مع قِـيَمك ويظهر جمال بَراعتك، أن تمسك السهم والقوس جيدًا دون إصابة الهدف ذاك لا يجعل منك راميًا جيدًا ولا فارسًا متقدمًا.
لذا أنت لا تحتاج أن تضع لنفسك هدفًا فقط، بل تحتاج أن تبحث عن مَنابعك وتُخرج المكنون من بواطنك، حُظيت بمواهب عظيمة وغرائزَ مُلهِمة وعقلٍ منير.
رتب أوراقك المُتبعثرة، واكتب رؤوس أقلامك الحائرة، وناقش بلطف أفكارك لتختار أهدافك بعناية وتبدأ في خطوة ميل أحلامك الرائعة.
لا تبدأ بكبيرها فتتوه فيه، ولا تكتفي بصغيرها فتقف عنده، عش لأهدافك كأنك تعيش أبدًا، وخطط لها وكأنها تَكون غدًا.
إن من يعيشون بدون أهداف هم في الواقع لا يتنفسون الحياة، ولا يشعرون بلذةِ ما أعطاهم خالقهم، ولا يُدركون أنهم بقوة قادرون، وللإنجازات حاصدون.
لذلك تجدهم إلى اليأس أقرب وإلى تحقيق الأحلام أبعد، يشكون الملل ويضعون العلل ويعتنون بالمُحبطات ويَستشهِدون بأخطاء غيرهم.
يا سيدي العزيز لا تقلل من شأنك، لا تقل ليس لدي شيء وليس باِستطاعتي أن أبدأ من لا شيء، يُريك الشيطان الفقر في حاجاتك ويَسلب منك اللذة في عطائك لكي تتأخر في نجاحك.
انظر إلى ما تملك فقد أعطاك الله كل شيء، لتصل إلى اكتمالك وتطور من ذاتك، ورُبَّ ما تعتقد أنك لا تملكه هو قريبٌ لم تراه.
تغذى من وقت فراغك، وأبحر في فيض مواهبك لتجد نقاط قوتك، وتكتشف خفايا وطاقات روحك.
سدد سهمك بدقةٍ على هدفك، وإن خفت السقوط فاحمل في قلبك طيب نواياك وتوكل على مالِك دنياك، فمن كان قوسه التوكل وسهمه نواياه الطاهرة لم يُهزَم أبدًا.
الحمد لله الذي جعلني أنظر إليه قبل النظر إلى غيره.