ليس بالضرورة أن تُحرز المركز الأول أو حتى الثالث لتكون من الأوائل، فيكفي أن تنال المركز الخامس بمنافسة قوية وتكون أنت أول سعودي يصل لهذا المركز.
هذا ما أحرزه محمد علي العباس، لاعب التايكوندو في نادي الترجي بالقطيف، والذي شارك مع المنتخب السعودي للتايكوندو في بطولة العالم للبومسي بالصين (تايبيه)، وهي أقوى بطولة للبومسي، حيث إنها مصنفة من قِبل الاتحاد العالمي للتايكوندو بثماني نجوم.
وأوضح “العباس” أنه حصد المركز الخامس ضمن أفضل ثمانية لاعبين في بطولة العالم الحادية عشر للبومسي، والتي دارت في جامعة الصين تايبيه خلال الفترة من15 إلى 18 نوفمبر 2018م.
نقطة البداية
وفي حديث “العباس” لـ «القطيف اليوم» قال: “أحب رياضات الدفاع عن النفس بشكل كبير منذ المرحلة الابتدائية، وتمكنت من الالتحاق بلعبة التايكوندو في المرحلة المتوسطة حينما كان نادي الترجي يوفر مواصلات، وكان الباص يقف عند نقطة تجمع قريبة من المنزل، ومن هنا بدأت بعد موافقة ولي الأمر”.
وأضاف: “في بادئ الأمر كانت هواية، و مع مرور الوقت اصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتي، وكلما زادت المدة تقوى الرابطة لأن ممارسة اللعبة تُعلم تهذيب النفس وبذل الجهد للوصول للتنافس الشريف، وزرع الثقة، وبالتدريج سقف الطموح يزداد، فالنجاح هو عبارة عن اجتهاد لاعب يرغب في الوصول ومدرب يستطيع وضع النقاط على الحروف، فبيئة النادي أعتبرها منزلي الآخر، لأن الكل متفق على أننا نستطيع أن ننجح جميعًا معًا”.
مشوار النجاح
وعبر “العباس” عن امتنانه لعائلته قائلًا: “نجاح محمد العباس ليس بالتدريب والتخطيط فقط، وإنما بالدعم النفسي من خلال عائلتي وتفهمها المسئوليات التي لديَّ، وإني مجتهد أتطلع لحلم يمكنني تحقيقه”.
وذكر أنه انضم للمنتخب عام 2013م، وهو الآن إداري ولاعب بنادي الترجي بالقطيف.
وتحدث “العباس” عن إنجازاته قائلًا: “الحمد لله لديَّ إنجازات محلية ودولية، فعلى الصعيد المحلي أنا بطل للمملكة لعدة سنوات، أما دوليًا فلديَّ ميداليات ملونة في بطولات دولية معتمدة، كبطولة قطر في نسختين، وبطولة تركيا في ثلاث نسخ، وبطولة الخليج، وبطولة آسيا بفيتنام، وآخرها التصنيف الذي حصلت عليه في بطولة العالم بالصين تايبيه ٢٠١٨”.
وبيَّن أنه صُنف كأول لاعب سعودي يصنف ضمن الخمسة الأوائل بالعالم في فن البومسي، الذي يعتمد على استخدام الأيدي والأرجل ودمجها على شكل منظومة خاصة، بحيث تظهر فيها العناصر الأساسية من توازن ودقة وقوة وسرعة وأداء.
المشاركة بالصين
وعن مشاركته الأخيرة تحدث “العباس” قائلًا: “قاد المنتخب السعودي الماستر زهير حسن أبو الرحى، الذي وضع بصمته على اللاعبين من بداية هذا العام حينما عين مدربًا للمنتخب السعودي للتايكوندو في فن البومسي، وشارك المنتخب السعودي في البطولة بفئتين؛ فئة الجماعي فوق 30 سنة وتمثل المشاركين بي وبجهاد البحارنة وعلي المدلي، وحل المنتخب السعودي في المركز التاسع، ويعتبر رقما جديدًا للمنتخب”.
وأضاف: “أما فئة تحت 40 سنة، فقد تغلبتُ على منتخب بريطانيا في المباراة الأولى، وعلى كندا في المباراة الثانية، أما في المباراة الثالثة فقد تغلب اللاعب الكوري الجنوبي على المنتخب السعودي، وكانت هذه المباراة على الميدالية البرونزية”.
وصفة سحرية للبطولة
وعن المعوقات التي صادفته، ذكر “العباس”: “دائمًا مشوار الأبطال يكون محملًا بالعراقيل والعقبات والتضحية، ولا توجد وصفة سحرية للبطل، وإنما التركيز والسعي المستمر هو الأهم، وبطبيعة الحال اللاعب الرياضي يواجه إصابات تمنعه عن التدريب بحسب شدتها أو هبوط في المستوى، أو أمور أخرى كثيرة خارجة عن نطاق التدريب”.
وتابع: “لكن أنا أؤمن بشخصية البطل، وهي أن تكون دائمًا مبادرًا وتتطلع للتحسين المستمر، حيث لا توجد نقطة معينة لا يمكنك أن تتطور فيها، وإدارة الوقت، والتنسيق مهم جدًا لإتمام المهام العائلية والتدريبية”.
كلمة أخيرة
وفي كلمته الأخيرة، قال “العباس”: “أسأل الله التوفيق في المسئوليات القادمة، وسأبذل جهدي لرفع علم بلادي عاليًا، فهو يستحق التواجد في القمة”.
وعبر عن شكره لله على هذا الإنجاز، كما وجه شكره لعائلته و لأعضاء الاتحاد السعودي للتايكوندو لثقتهم باللاعبين، وقال: “أتمنى زيادة المشاركات الخارجية، وإن شاء الله نحقق المزيد من الألقاب العام المقبل بوجود المدرب الوطني الذي أثبت وجوده للجميع الماستر زهير حسن أبو الرحى”.