الإيجابية دفء

إنه من ديدن الحياة، بين لحظاتها، ألم قد يعتري الإنسان، ليضيق صدره، ويجعله حزينًا، متدثرًا بنبضات قلبه، متعبًا، يحدق في السواد، كل الزوايا لا ضوء فيها، هكذا يعيشها، لكلمات تزعجه، لمواقف لا تروق له، لجراحات تكتنفه. ثمة خيارات، قد تفتح له، النافذة، ليطل الهواء العذب، ارتواء، خيوط الشمس، لتمنحه الدفء. إذًا حين يجعل الإنسان ذاته وفكره رهينة الحزن، فإنه سيعاني من تداعيات نفسية، تحرمه الابتسامة، والتمتع بكل الجماليات، التي تحضنها حياته، إن حدق جيدًا.

إن الحياة تعانق الجماليات لم تقتصر على ما يبعث الأسى. يبقى الأمر، متعلقًا في الإنسان ذاته، برمجة عقله، ليستطيع فتح خيارات، تؤنسه، تبعده عن واقعه الحزين، لواقع أجمل تألقًا. النظرة الحاذقة، في واقعه -الإنسان-، وكيفية الخروج منه، مدققًا في وضعه، وزرع العدسة بامتلاء الأفق، حتمًا، سيجد في حياته الكثير ما يجعله سعيدًا، ما يثري روعة خطواته، ليشم رائحة السعادة. مسافات بصره ناحية فلذات كبده، الأنس معهم، اللعب باحتضان براءتهم، تفعيل حالة التأمل في اللحظات السعيدة، التي احتوتها سنينه، ممارسة هواياته، قراءة الكتب، المعنية بالثقافة الإيجابية، والتعامل، مع الضغوطات النفسية، التخلص منها، هذا -على سبيل المثال لا الحصر-.

أحيانًا، قد تكون ثمة أمور بسيطة جدًا، لها تأثيرها السلبي على نفسيته -الإنسان-، لتترجم سلوكيات غير إيجابية، تأتي حجر عثرة في تحقيق ذاته وطموحاته. العلاقات، مع الآخرين، تزدحم بالمنغصات، لا تجيء كلها بما تهواه الأنفس، لهذا فإن التعامل معها، ينبغي أن يكون سلسًا، بعيدًا عن الانفتاح الكلي معها، فقد يكون صديق الأمس، ليس صديق اليوم، عطفًا، في الغد -ربما-، لا يكون صديقًا. وعليه، لا تمنح الآخرين كل وقتك، وجهدك، وأمنياتك، فإنه قد يأخذك الندم لزاوية تظل فيها، متسربلًا بآهاتك، وآلامك، البعض يا صديق أحرفي، يراك فسحة، تمثل لديه، مكسبًا، وحين لا تجره قدماه، فاعلم بأنك لم تعد مكسبًا، لديه. حدق جيدًا، ستجد ما يسعدك.


error: المحتوي محمي