في «وعي ورعاية لمستقبل أفضل».. النجمة تتحدث عن خديجتها ذات الـ٢٦ أسبوعًا

شهدت فعالية “وعي ورعاية لمستقبل أفضل” المنظمة من مستشفى القطيف المركزي، مشاركة عشرات الأطفال الخدج وحديث أمهاتهم عن تجاربهن في الحمل والولادة، ولما بعد الولادة، من سنوات التربية والطفولة، بعد أن خاضت كل منهن تجربة تحدٍ مع الحياة، يحوطها اللطف الإلهي، والرعاية الطبية، والوعي بأهمية الإلمام بالتثقيف الصحي والنفسي والاجتماعي من الوالدين تجاه مولودهما.

وكشفت أم الطفلة الخديج ندى النجمة عن تجربتها مع ولادة ابنتها بدراء محمد العبد العال، منذ شهر أكتوبر 2016، خديجة بولادة بعملية قيصرية، في الأسبوع 26 من عمرها الرحمي، سببها أنها إحدى مرضى فقر الدم المنجلي، مع دخولها في حالة حزن بسبب وفاة جدتها قبل ولادتها بأيام.

ودخلت الطفلة “بدراء” العناية القصوى منذ ولادتها في مستشفى القطيف المركزي ومتابعة مع استشارية أطفال الخدج مي آل حسن، لتخرج منها بعد ستة أسابيع إلى العناية المتوسطة، نتيجة ضعف التنفس الاصطناعي، كما أنها احتاجت إلى إمدادها بالدم، وبعد ثلاثة أشهر ولادية وأسبوع رحمي خرجت من المستشفى لتكون في بيتها بين أحضان الجميع.

وتحدثت “النجمة” عن علاقتهما عندما كانت في العناية، والتي بدأت بالنظر من وراء الزجاج إلى أن أصبح اللمس والمسح باليد هو الوسيلة، ومن ثم الحمل والاحتضان، مبينةً أن الرضاعة كانت بشفط الحليب منها وتجميده، ثم إرساله للمستشفى ليتم تخزينه لها، وتناوله عند الحاجة، مؤكدة أنها كانت تتبع حمية غذائية تمنع تناول المواد الغذائية التي تؤثر على طفلتها وتسبب غازات تعيق عملية الهضم، مع التشديد من الطاقم الطبي في كل زيارة على ضرورة التقييم، والنظافة الشخصية الشديدة من والديها.

وأضافت: “ونظرًا لحالتها الصحية، وتأخر التطعيمات الأساسية، اضطر الطبيب إلى تأخيرها، حيث كانت تؤخذ بناءً على العمر الرحمي وليس الولادي”، مشيرةً إلى أنها لا تزال تعاني من قلة الوزن، وفي خضم ذلك مرت بمراحل النمو الحركي تقودها الهنيهة في الجلوس بعد ثمانية أشهر، والحبو 10 أشهر، لتترجل بالمشي بعد سنة وشهر ولادي.

ولاحظت “النجمة” أنها قليلة الأكل بشكل عام وأقل من الأطفال العاديين بمقارنتها مع الأطفال في عمرها، مع تفضيل شرب السوائل على تناول الطعام الآخر، ومع ذلك قرر الطبيب استمرار تناولها للحليب الخاص بالأطفال إلى عمر ثلاث سنوات.

واسترسلت في الحديث حول التطور النمائي لابنتها الذي ميزته – كونها اختصاصية نفسية – بأنه أسرع من أقرانها، حيث استطاعت نطق الجمل من كلمتين منذ الشهر 11، ومع ذلك فهي اجتماعية مما أكسبها انطلاقًا على الصعيد الاجتماعي، محبة للقاء الأطفال والحيوانات والبحر، ومع اتساع العلاقات، كانت علاقتها مع أمها وأسرتها لها النصيب الأكبر، أما خارج البيت فهي سهلة الاندماج والتعود لتنادي كل سيدة بـ “خالتو”.

من جانب آخر، نبهت رئيس قسم الصحة النفسية واستشارية طب نفسي أطفال ومراهقين بمركزي القطيف سارة العميري، في ركن “المشاكل السلوكية والنفسية”، إلى المشاكل النفسية والسلوكية للأطفال الخدج، وتظهر نتيجة لعدم اكتمال نمو المخ، مما يجعلهم معرضين للمشاكل النفسية أكثر من الأطفال العاديين.

وذكرت “العميري” أن المشاكل التي يتعرض لها الطفل الخديج هي؛ تشتت الانتباه وفرط الحركة، وتدني القدرات العقلية، والتخلف العقلي، وصعوبات التعلم، وفي حالات نادرة يظهر توحد.

من جانبها، أكدت الطبيبة المقيمة فاطمة آل أحمد أهمية المتابعة الصحية لعيون الطفل الخديج، ومراقبة نموه البصري، موضحةً أن من أكثر ما يركَز عليه عند الخدج نمو الشبكية الذي يبدأ عند الجنين من الشهر 16، وتكتمل عند الشهر التاسع أو العاشر، وبعض الأطفال المولودين قبل تسعة أشهر معرضون لمرض “اعتلال الشبكية الخديجي” ويتم فحصهم لتلقي العلاج اللازم.

وقالت “آل أحمد” إنه يظهر بشكل كبير عندما يكون الطفل أقل من 32 أسبوعًا، وزنه أقل من 1.5 كيلو جرام، أو تعرض إلى أكسجين لفترة طويلة أو عنده مشاكل صحية، ليتم علاجه حتى لا يتطور ويصاب الطفل بالعمى.

وأضافت أن الأطفال الخدج معرضون كذلك للإصابة بعيوب البصر الانكسارية من؛ قصر وطول النظر، والاستجماتيزم، محذرةً من الآثار السلبية للأجهزة الذكية وعلى رأسها؛ قصر النظر، وصداع، وحوَل، وجفاف واحمرار العين.

يشار إلى أن فعالية “وعي ورعاية لمستقبل أفضل” نظمت من وحدة الأطفال الخدج بمركزي القطيف بالتعاون مع الوحدة الصحية بلجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، ولمدة يومين، وحضرها في يومها الأول 220 زائرًا، وتختم يوم الجمعة 15 ربيع الأول 1440هـ، بمجمع سيتي مول بالقطيف.

 


error: المحتوي محمي