سوف يدرك العالم قدرك فقط عندما تتقبل أنت نفسك كما أنت فكل شيء يبدأ من داخلك، نصيحة فلتكن حيًا ولا تمت قبل يوم وفاتك وفي ذلك يُقَال: “كن ممتنًا فأنت حي فالسعادة الحقيقية تكمن في الامتنان”، الرضاء بالنفس أمر ضروري في الطريق إلى النجاح فلا بأس بأن نسعى إلى الكمال ولكن علينا أن نقتنع بأنفسنا حتى نتمكن من الاستمرار.
إننا نرى أغلب الأشخاص الطموحين لا يعتنون بأنفسهم ومن المؤسف حقًا أن نجدهم يهملونها مع أن العناية بالذات واهتمام الشخص بنفسه أمر ضروري ومن الأساسيات المهمة التي تعود عليه بآثار إيجابية على سعادته وفي زيادة إنتاجه، حيث إن اهتمامه بصحته سواءً بممارسة الرياضة أو بتناول الأطعمة الصحية ونومه بشكل كافٍ يزيد من حيويته وطاقته.
أيضًا تنمية وتعزيز العلاقات الاجتماعية والقدرة على التواصل مع الناس له دور مهم في نجاح الأفراد بحياتهم العلمية والعملية، حيث إنها لها فوائد عظيمة؛ لذلك يُنصح بتكوين الكثير من الصداقات والزملاء وأن يكون الفرد محاطًا بالأشخاص المتميزين الناجحين والعظماء، كذلك يجب ألا يخاف الإنسان من الفشل لأن الإخفاق في موقف معين ما هو إلا نقطة انطلاق لبداية أخرى وفرصةٍ جديدة.
إن البعض يعتقد أن الفشل لا يجب أن يكون خيارًا بل على العكس يجب أن يكون الفشل خيارًا لأنه عندما تفشل تنهض ثم تفشل ثم تنهض وهذا الذي يجعلك تستمر في هذه الحياة عكس اليأس الذي يجب ألا يكون خيارًا للإنسان، إضافةً إلى ذلك يجب أن يكون الإنسان مجتهدًا في حياته العلمية والعملية فهي أفضل وسيلة لتحقيق النجاح وعليه أن يستغل المطبات والعقبات التي يمر بها كدرس ملهم له ويستفيد منها في تغيير حياته للأفضل، ولا ننسى كذلك الثقة بالنفس والتي تعتبر من أهم الأمور التي نحتاجها لتحقيق أهدافنا وأحلامنا.
سأذكر لكم قصة نجاحي وحصولي على شهادة الماجستير في عام 2015 رغم العقبات التي واجهتني، عندما اقترب شهر رمضان المبارك قررت أن أعود لأرض الوطن وكنت حينها في الولايات المتحدة وبالفترة الأخيرة من الدراسة حيث تبقى لي ثلاثة أشهر فقط لتقديم بحث التخرج لمرحلة الماجستير، تقدمت بخطاب لمدير القسم بالجامعة حتى يوافق على عودتي للوطن حيث أكمل بعدها إعداد بحثي هناك ثم أعود للخارج لأكمل ما بدأت، فقال لي رئيس القسم وقتها: “لن تنجحي وستعيدين هذا الترم مؤكد وذلك لأنكِ ستنشغلين مع العائلة والأصدقاء وتنسين دراستكِ وعملكِ في البحث”، لقد أخافني كلامه قليلًا فقد أحسست من أسلوبه وكأنه تهديد لي ولكنني توكلتُ على الله فأنا أثق بقدراتي وأثق تمامًا بأن لكل مجتهدٍ نصيبًا، ورغم أنني كنت الوحيدة التي عدت لوطني في إجازة بتلك الفترة إلا أنني نجحت – ولله الحمد – وبمعدلٍ ليس منخفضًا في البحث من أول مرة تقيَّمتُ فيها على عكس مجموعة من الزملاء والزميلات الذين لم ينجحوا إلا في المرة الثانية وبعضهم عادوا للمرة الثالثة، فرغم كل الظروف الصعبة التي كنت أواجهها وخصوصا بوجود طفلي الذي لا يتعدى السنتين ونصف السنة إلا أنني بذلت جهدًا كبيرًا وتحديت كل الظروف لتحقيق حلمي.
سأنقل لكم قصة ليس براون وهو المتحدث الوحيد الذي غير حياة ملايين الناس حول العالم، والذي يقول في حديثه: “لقد صنفوني متخلفًا عقليًا وأعادوني من الصف الخامس إلى الصف الرابع” وظل يحمل هذا التصنيف إلى أن وصل للثانوية حيث قابل معلمًا غير حياته في يومٍ واحد، فقال له معلمه الذي غير مسار حياته: “رأي شخص ما فيك ليس بالضرورة هو واقعك”، ليس براون حوّل تجربته من الفقر والتشرد لدرس ملهم لا يُنسى حيث كان يمر بأوقاتٍ عصيبة في فترة من حياته بسبب وضعه السيئ فقد كان يواجه مشاكل مالية، ويحكي أنه كان ينام في مكتبه في أوقات عمله وكان يعمل مقاولًا، وفي تلك الفترة كان يعمل لساعات طويلة فقد كان محاصرًا بالفواتير والأحلام، وكان يقول إنه كان صعبًا جدًا عليه ولكنه كان مؤمنًا بأنه سيفعلها وسينجح وكان يقول للجميع: “يمكنكم عيش حلمكم”، لقد كان ليس براون يسأل نفسه؛ لماذا يحصل هذا لي إنه قاسٍ؟! ولكن بعد مروره بتلك الأيام المريرة عرف الإجابة فيقول: “يا للهول الآن أفهم؛ لقد احتجت لذلك الدرس إنه كان يهيئني لأمورٍ أكبر وأفضل”، علينا جميعًا أن نستغل الظروف بشكل إيجابي وألا نستسلم لليأس فالحياة لا تنتهي بمجرد أن يمر علينا موقف سيئ كطرد من وظيفة ما أو فشل في دراسة بمرحلة معينة.
الكلام في هذا المجال يطول؛ لذلك سأختتم مقالي بقصة طالب دكتوراه وغيرهم الكثير ممن تذوقوا طعم النجاح بعد الإخفاق والفشل ولكنهم لم يستسلموا بل اختاروا الوجهة الصحيحة للوصول إلى الهدف ونجاحهم بتحقيق الحلم المنشود، يقول هذا الطالب في قصته بأن هناك دكتورة تسبَّبت في إعادته لمرحلة الماجستير وأخبرته أنه لا ينفع أن يكون طالب ماجستير، فلم يتوقف هذا الطالب ولم ييأس بل بحث له عن جامعة أخرى وبدأ من جديد، الغريب في الموضوع أنه عندما أنهى الدكتوراه ودخل امتحان الڤايڤا التقى بنفس الدكتورة التي جعلته يعيد الماجستير حيث كانت هي المناقش الخارجي وحينها لم تجرؤ أن تسأله أي سؤال، العبرة هو أن هذا الطريق لربما لم يناسبنا ولابد من البحث عن طريق آخر، عندما لا يأتي التوفيق من الله – سبحانه وتعالى – في اتجاه معين نسلكه ليس معناه أن نتوقف ونذرف الدموع بل علينا أن نحاول مرة أخرى أن نسلك اتجاهًا آخر لربما هو الخيار الأنسب لنا للوصول إلى الهدف.