مركزي القطيف يدعم مرضى حساسية القمح بـ الدقيق والخبز والمعكرونة والشوربة

كشف رئيس قسم التغذية بمستشفى القطيف المركزي اختصاصي التغذية باسم عبدالعزيز آل طلاق عن آخر إحصائية لعدد المستفيدين من “برنامج حساسية القمح، السيلياك، أو الداء الزلاقي” حيث بلغ عدد المستفيدين من البرنامج 35 مستفيدًا، حيث يتم مراجعة المستفيدين لقسم التغذية في المستشفى ويتسلمون المنتجات الغذائية الملائمة لظروفهم الصحية، والتي يتم توفيرها من قبل وزارة الصحة.

وذكر آل طلاق ذلك لـ«القطيف اليوم» بالتزامن مع دعوة مستشفى القطيف المركزي إلى مرضى “حساسية القمح” للحضور لتسلم الدعم المقدم لهم بالمواد الغذائية، والتي تُعد حمية ضرورية للعلاج، كتعويض للعلاج الدوائي له.

وأوضح أن لكل مستفيد بطاقة تعريفية خاصة به توضح بياناته الشخصية والتشخيص الصحيح للمرض، لافتًا إلى أن هذه الفئة من المرضى يصعب عليهم الحصول على هذه المنتجات الغذائية لعدم توفرها في الأسواق بشكل كبير.

وبيّن أن مركزي القطيف من المستشفيات الداعمة لصرف هذه المواد الغذائية، حيث يستفيد منه المرضى المعنيون في نطاق المنطقة الشرقية بجميع مرافقها الصحية الحكومية، والعسكرية والأهلية، لافتًا إلى أن المستشفيين الذين يصرفان هذه المواد الغذائية ضمن التجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية هما مركزي القطيف ومستشفى الدمام المركزي.

من جانبها، اعتبرت اختصاصية التغذية العلاجية في مركزي القطيف هبة آل سهوان أن “حساسية القمح” هي ردة فعل مناعية تجاه بروتين “الجلوتين” الموجود بشكل رئيسي في القمح والشعير، مما يؤدي إلى التهاب بطانة الأمعاء الدقيقة نتيجة تضرر النتوءات أو الزغبات التي تساعد على زيادة سطح امتصاص المواد الغذائية.

وبيّنت لـ«القطيف اليوم» أيضًا أن “الحمية الخالية من الجلوتين” تصرف لكل مريض تم تشخيص حالته بحساسية القمح في المستشفى ويتم تزويده بمنتجات غذائية خالية من الجلوتين، وتقدم له وفقًا لآلية صرف شهرية لكل مريض، بعد تسجيل بياناته الشخصية في سجل خاص حيث يدون فيه الكميات وتاريخ التسلم والتسليم لكل منتج، موضحة تنوع هذه المواد وهي؛ دقيق متعدد الاستخدامات بمعدل 4 كيلوجرامات، وخبز خالٍ من الجلوتين بمعدل 2 كيلوجرام لكل مريض، وكيلوجرام واحد معكرونة، وشوربة خاصة بمعدل ربع كيلوجرام.

وأشارت آل سهوان إلى بعض الأعراض التي تظهر على مريض حساسية القمح من ألم وانتفاخ في البطن، وكثرة الغازات، والرغبة في إخراج الفضلات بعد الأكل مباشرة، والإسهال، ونقص الوزن، والهزال، وغيرها.

وأكدت أن العلاج الرئيسي لهذا المرض يكمن في اتباع حمية خالية من الجلوتين، وسوف تتحسن أعراضه بعد اتباع الحمية الغذائية تبعًا لحالته الصحية، منوهةً إلى أن الأرز الأبيض، ودقيق الذروة ونشاء الذرة والبطاطس ودقيق الحمص، جميعها أطعمة مسموحة يستطيع أن يتناولها المريض.

بالمقابل حذّرت من تناول أي أطعمة تحتوي على؛ القمح والشوفان، والنخالة، والشعير، والبرغل، وبعض أنواع صلصة الصويا التي تحتوي على الجلوتين، منبهةً إلى ضرورة مراعاة النظافة في إعداد وطهي الأطعمة لمرضى حساسية القمح كونهم معرضين لحالات الإسهال.

بدورها ذكرت رئيس قسم الأطفال بمركزي القطيف استشارية أطفال عام واستشارية أمراض الجهاز الهضمي وكبد وتغذية أطفال الطبيبة نهاد جعفر الفرج لـ«القطيف اليوم» أن مرض “حساسية القمح” يسمى مرض الطفولة الصامت ويعاني منه حوالي 1-2% من أطفال السعودية، بينما 98% من حاملي الجين لا يصابون بالمرض.

وأضافت أن الأطفال المصابين بهذا المرض يعانون كثيرًا من مشاكل في النمو وأعراض اضطرابات الجهاز الهضمي، وهي أعراض عامة مصاحبة لكثير من الأمراض مما يؤدي إلى التأخر في التشخيص، وكونه مرضًا صامتًا فإنه يجعل الكثير من الأطفال حاملين للمرض دون أعراض مما يزيد من صعوبة التشخيص ويؤدي إلى زيادة في تأخير حصولهم على العلاج اللازم.

وقالت: “يكون المنشأ الأساسي للمرض مناعيًا مترافقًا مع استعداد وراثي، وللأسف يحمله حوالي 50% من الأطفال السعوديين الحاملين لهذه الجينات وهي؛ (DQ-8 HLA-DQ2) ويعاني حوالي 2% من الأطفال السعوديين من هذا المرض وفقًا لدراسة كبيرة شملت 7930 طفلًا وامتدت من عام 2009 – 2014 أي لمدة ست سنوات؛ وفق ما نشرته مؤخرًا المجلة الرسمية للجمعية الأوروبية والأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي للأطفال، مما يجعل هذا المرض قابلًا للتفادي مع التشخيص السريع، ويجعل أطفالنا في السعودية من أكثر الأطفال عرضة للإصابة به”.

وتابعت: “زيادة نسبة ارتفاع الإصابة بالمرض نتيجة إلى ارتفاع نسبة الجينات المسببة في السعوديين، بالإضافة لكثرة استهلاك القمح في البلاد للفرد السعودي بحسب دراسة الفاو للفترة نفسها بين 2009 – 2014، حيث ينبغي علينا أن نعلم أنه لا يصاب كل من يتناول القمح بهذا المرض”.

واستطردت: “مع أن 1-2% من الأطفال الذين يحملون الجينات لديهم الاستعداد للإصابة بالمرض بينما نجد 98% من حاملين الجين لا يصابون به”، مختتمة بقولها: “وطبقًا لهذة الدراسة فإن حوالي 250 – 300 ألف طفل يرهق النظام الصحي في التشخيص، وكذلك في توفير الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين والذي يعتبر العلاج المثالي لهذا المرض ولا يوجد داعٍ لحلول دوائية فالحمية هي الحل”.


error: المحتوي محمي