رقعة الشطرنج

غاب تاريخ الشطرنج الحقيقي في ظلمات الزمن وكان موضوع العديد من الفرضيات المرتبطة بأساطير وخرافات لا أدلة على صحتها ولم يستطع المؤرخون إيجاد ما يثبت أصله ومكان نشأته. غير أن الشطرنج بهيئته البدائية يمكن تتبع تاريخه إلى 1500 سنة من تاريخنا الحالي إلى القرن السادس الميلادي حيث يقول معظم المؤرخين: إن أصله يعود إلى الهند في حين أن قلة منهم تعتقد أن أصله من الصين”.

ويعتقد آخرون أن الفراعنة المصريين القداماء هم أصحابها الأصليون والبعض يأخذ رائًا آخر حيث يعتقد أنه لا يعرف على وجه الدقة أين كان منشأ هذه اللعبة ومن ابتكرها، وأن ابتكارها كان قبل القرن السابع الميلادي بقليل حيث اشتق الاسم من لعبة الشطورانجا.

الشطرنج هي من أهم الرياضات الذهنية التي تعمل على تطوير العقل عند الكبار والصغار فإن ما يميز تلك اللعبة هي مميزاتها التي تساعد على التفكير والاتزان العقلي قبل بدء اللاعب بتحريك الحجر بيدة فنلاحظ مثلًا بطل العالم الحالي ماغنوس كارلسن ومن داخل الأمم المتحدة قد واجة 15 لاعبًا في آن واحد وخلال ثلاثين دقيقة كان يتنقل كارلسن بين لاعب وآخر ليحرك قطعة ويركز على باقي الألواح (الرقعة) الخشبية الأخرى للاعبين.

إن ما شدني للكتابة عن الشطرنج هو حضوري بدورة في الدورة التمهيدية لمدربي الشطرنج التي نظمها معهد إعداد القادة من 11 إلى 18 نوفمبر 2108 بمدينة الخبر وكان يحاضر بها المهندس الكابتن حسن خالد؛ مصري الجنسية وبحضور لاعبين مميزين في تلك اللعبة أمثال الحكم عبدالواحد المخامل وإبراهيم المطلق وعلي عالم البطل الدولي السعودي الذي حقق المركز الأول في بطولة الكلاسيك السابعة التي أقيمت بمملكة البحرين الشقيقه والذي سوف يشارك في مهرجان الشطرنج الدولي الذي سيقام في إسبانيا بمشاركة العديد من اللاعبين الدوليين خلال الفترة من 12 إلى 23 من الشهر المقبل وبالتحديد في مدينة ستجيز.

ورغم حداثة اللعبة في الوسط الرياضي السعودي إلا أن أبناء الوطن يحققون انتصارات ويرفعون الراية الخضراء خفاقة في كل محفل يتواجدون به؛ حيث كان من ضمن المنافسين لاعبون دوليون على مستوى عالٍ من مختلف دول العالم.. إنني أبارك للوطن هذا الإنجاز لما تلقاه من دعم مستمر في مختلف الألعاب من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله – ورئيس الهيئة الرياضية معالي تركي آل الشيخ ورئيس الاتحاد السعودي للشطرنج رامي موسى الطاسان.

نحن نتمنى أن تلقى تلك اللعبة اهتمامًا من قبل الشباب والفئات السنية فهل سنشهد بروزها في المحافظة ليتسيد أبناؤنا اللاعبون على عرش البطولات كغيرها من الألعاب الفردية المختلفة في الأيام المقبلة.


error: المحتوي محمي