لما.. كل شيء حرام..!

حينما يتسع المحيط وتتخالط الثقافات وتتوفر السبل، لا بُد حينها من الوضوح في بيان الأشياء، ولا بد من إيصال مفهومها والتعمق في نواتها للوصول إلى قناعةِ نِصَابها، ولا سيما في ظل الانفتاح الذي هو في باطن الأمر يُخفي العداء لديننا بابتسامته الزائفة وبِأطروحة مُساواته البريئة!

في الماضي حينما يقال لنا هذا حرام، هذا عيب، في الغالب نجد مُحيطنا الصغير يتفق مع ما يقال لأن عالمنا كان شبه محدود لعدم توفر ما هو مُتوفر اليوم!

لكن نحن الآن لسنا في الماضي ولم يَعُد مُحِيطنا صغيرًا، بل أصبحنا في زمن العولمة، أفكارٌ مُؤَيدة، أفكارٌ معادية، أفكارٌ مُحَايِدة وشُبهاتٌ مُزَلْزِلَة، وكل ذلك ربما يكون على مرمى أعيُنِنا وعلى مَسْمع آذاننا!

ولا شك عندي أننا تخلفنا تحت قناع التطور وتَعَرينا تحت رداء التحضر، فأصبحنا نَجدُ الاختلاف في ما بيننا نِقمة والصَد عن بعضنا راحة والرحمة في ما بيننا مصلحة..!

ماذا إذا أصبح بعضنا يرون ما حُرِمَ عليهم ضيقًا وما أُحل لهم ليس كفاية، كَالغرقان يختنق، كَالمظلوم يتنهد!

يُنادون بزفراتهم الغاضبة لما هذا حرام وهذا حرام… إلخ

اعلموا أنه ليس هنالك أرحم من خالقكم ولا أكرم من ربكم، حينما أحل وحرم!

ابحثوا وتعلموا واقتنعوا لما حُرم عليكم الحرام، اقتنعوا بعقولكم لا بعطف قلوبكم، فلا أمان واللهِ لقلوبكم!

اعلموا أن خلف كل ما حُرم عليكم هنالك أذى ظاهرٌ كان أم باطن، ملموسٌ كان أم محسوس!

ويحكم..!

ما أرحم خالقكم وما أقسى قلوبكم!

كنتم نورًا فتلاشى نوركم بذنبكم، كنتم براءةً فقست قلوبكم بجهلكم، ما أعظم خالقكم ما أرحمه ما أكرمه..!

حللتم حرامه وحرمتم حلاله!

أما تستحون، أما تخجلون وفيضهُ عليكم مدد ورحمتهُ اتساع وكرمه اتصال!

إلهي حين أيقنت أنك حَرَمْتَ الحرام لتحفظني لا لِتحرمني زادت رغبتي في نيل رحمتك، ولهج لساني شوقًا لذكرك واطمأن قلبي في أقدار بلائك!

إلهي لولاك ولولا فيض أوليائك الصالحين لما كنت أناا، أناا..!

حقًا.. حقيقةً.. يقينًا.. كلما ابتعدت عن حرامك زاد نور بصيرتي..!

أنا فخور بأنك ربي.. شكرًا لك يا خَالقي..!


error: المحتوي محمي