شكرًا أرامكو

عندما تمر في شوارع أوروبا كشارع الشانزليزيه في باريس أو شارع أكسفورد في لندن، يأتيك الفضول بالنظر يمينًا وشمالًا لترى تلك المباني الأثرية الباقية سليمة ودون أي ضرر من الحرب العالمية الأولى والثانية.

ترى فيها ريحة من الماضي الذي يعانق إبداع الحاضر، ترى المباني القديمة المبنية من الطوب الأحمر والبعض مكسوة بمسحة أوف وايت المحددة بكروفات كأنها حجر طبيعي والذي يعطي نوعًا من الفخامة.

وعندما تمر في شارع زراعي يعانقه النخيل على جانبي الطريق مع أشجار متفرقة من اللوز الاستوائي القطيفي وإذا فجأة أمام مدرسة متلألئة يسطع فيها غروب الشمس وسط تلك المزراع وكأنها منتجع سياحي راقٍ… إنها إحدى مدارس أرامكو العتيقة الحديثة التي بنيت منذ أكثر من خمسين عامًا للمرحلتين الابتدائية والمتسوطة…

بعد أخد الإذن من رجل الأمن والمرافقة الأمنية دخلنا تلك المدرسة العريقة في الزمن والأصل والمقصود هنا الطابع الجميل الذي تتميز به مدارس أرامكو على مستوى المنطقة؛ فهي مدرسة تتكون من بناء بسيط عبارة عن دور أرضي واحد معمولًا من الطابوق المشهور بالزواوي مصفوف بشكل مرتب وجميل، ومصبوغ باللون الأبيض والمطعم بالأزرق والأصفر الكهرماني.. وفصولها مصفوفة على شكل مربع يتوسطها براحة مفتوحة مسقفة بسقف عالٍ لا يحجب الهواء الطلق والشمس الصباحية الجميلة متعددة الاستخدامات؛ كالطابور والفسحة الصباحية، وتحاط المدرسة بمسطحات النجيل الأمريكي سي 2000 مع أحواض أشجار النخيل واللوز البلدي مع كثير من ورود الفينكا باللونين الأبيض والبنفسجي.

الفصول تحتوي على جميع الخدمات المطلوبة من بروجيكتات، وسبورات مع فخامة الطاولات والكراسي المريحة وأجهزة الحاسوب المتطورة، والمختبرات الحديثة، والمسرح، وقاعات متعددة الاستخدامات، ومكاتب إدارية مؤسسة بجميع اللوازم، مع الحمامات الراقية المجهزة بالأمريكان إستاندارد مع أحواض غسيل كبيرة وخلاطات الدلتا الأمريكية…….إلخ، بالإضافة إلى الزجاج الشفاف الذي يكسو واجهة جميع الفصول الذي يعطيها إضاءة وجمالًا أكثر بالإضافة إلى الراحة النفسية.. ولا ننسى أصول السلامة المتبعة في المدرسه من صفارات إنذار وطفايات حريق واللوحات الإرشادية وقت الطوارئ.

عندما تدخل المدرسة ينتابك شعور غريب من الراحة والبهجة وأنت تنظر إلى تلك الجدران المطلية باللون البيض مع قليل من اللونين الأزرق والأصفر الكهرماني؛ فمن مميزات اللون الأزرق أنه يعطيك الهدوء والسكينة والإبداع والابتعاد عن الأرق والاكتئاب وتقليل ضغط الدم، كما يعطيك حافزًا للجد والاجتهاد والصراحة والصدق…

بينما اللون الأصفر الكهرماني يعطي الحيوية، والطاقة العالية والحماس والتفاؤل، والتشجيع على الاجتماعية والتواصل مع الآخرين مليئًا بالتحدي…

مع عتاقة المدرسة فإنه مازال كل شيء فيها يتكلم ولا يستطيع القلم أن يعطيها حقها الكامل، مهما وصفتها ستظل الكلمات عاجزةً عن التعبير، وسيظلّ مقامها كبير، إنها فعلًا مدرسة نموذجية مع عمرها الطويل ونموذج حري أن يحتذى به.

شكرًا لك أرامكو أنك مدرسة الأجيال….


error: المحتوي محمي