التعود على الصبر والإنتظار من الخصال الطبيعية التي يتعامل معها الإنسان في كل شئون حياته، ما أن تختل هذه الفطرة حتى تتغير الأشياء وتصبح أخرى.
التسارع والإندفاع وترك الإنتظار ربما يخل بالمنظومة، التي توازن الأمور والأشياء، والإستعجال المذموم يغير الحال، ولا يعطي نفس النتيجة والنكهة.
هذا الكون محكم، له قوانين ونظم تجعله يسلك نفس المسار، لا يحيد عنه ولا يسبقه، وما هذا النبات إلا جزء صغير وفيه من العلم والمعرفة ما يبهر ويحير.
منذ النشأة وهذا الإنسان يتكيف، يزرع نباتا في الصيف ويزرع آخر في الشتاء في تنوع ومحاكاة للطقس وللحرارة والضوء، تعلمها وأتقنها وإستطاع الحياة.
في المنظومة الكونية كل شيئ بمقدار، دقيق ومحسوب، من شروق وغروب وضياء وظلام، وصيفا وشتاء، وحتى الأوقات والفصول للزراعة وللثمار، كل ذلك بعناية.
بلغ الإنسان بالعلم مبلغا جعله يتعرف على ماهية النظام الطبيعي، وحاول ولا يزال جاهدا للتأثير على منظومته، وتمكن من خلق أجواء تجعل النمو يتسارع.
التأثير على الطبيعة وصل أبعد ما يمكن، نجح هذا الإنسان في خلق البيئة والأجواء، وتمكن بوسائل التهجين والتلقيح والإحكام، في زيادة إنتاجه وتنوعه.
حين يخالف الإنسان البيئة والنظام، فإنه يعرض نفسه وغيره للهلاك، وما النوم في غير وقته، والزراعة في غير مكان وزمان، وتداولهم إلا من هذا الترويض.
المحاولات التي سعت في تغيير منظومات ربما نجحت في بعضها، ولكن الآثار السلبية الحقت الضرر، في المستوى الظاهري وإن كان قليل، والباطن وهو المثير.
ينسب كثير من العلماء، إلى هذه الكوارث والمحن، الأسباب فيها إلى الإنسان وعبثه في منظومتها الطبيعية، وما أن غيرها حتى ظهرت أشياء جديدة ومختلفة.