أصبح استخدام الهواتف الذكية أثناء القيادة ثقافة وتقليدًا سائدًا، خاصة بين جيل الشباب رغم ما يسببه ذلك السلوك من تشتت وتقليص مستويات التركيز أثناء رحلة القيادة.
وتشير آخر إحصائيات تم نشرها من قبل إدارة المرور في المملكة العربية السعودية إلى أن عدد الوفيات على الطرق نتيجة هذا السلوك في ارتفاع مضطرد، ومن منطلق ردة الفعل كمحاولات للتقليل من هذه النسب أصبحت سلطات المرور أكثر صرامة في سن القواعد والأنظمة التي تساهم في تتبع ومراقبة مثل هؤلاء غير المدركين لخطورة عملهم، وقد سبق كل ذلك حملات مكثفة شملت جميع منصات التواصل المرئية والمقروءة؛ فالقيادة لمسافات طويلة تتطلب التركيز من أجل تجنب عثرات أو مواقف من المحتمل أن تُصادف أثناء القيادة، والتمرس والتدرب على مواجهة جميع الظروف يعتبر هو مفتاح القيادة الآمنة لجميع مرتادي الطرق من بشر ومركبات.
فقدان المسار الصحيح بسبب استخدام الهاتف الذكي أثناء القيادة؛ زيادة عدد الحوادث أبرز مخرجاتها والتي نتج عنها بشكل جلي وواضح زيادة في عدد الوفيات والإعاقات بالإضافة للخسائر المادية. لنتمعن في فقدان أرواح وأنفس في ريعان شبابها في أي مجتمع وما له من تأثير كبير على الحياة الاجتماعية واقتصاد البلدان مما يعيق ويؤخر الخطط التنموية بسبب اضمحلال نسبة هذه الفئة التي هي المحرك الرئيسي لكل تنمية وتطور.
لنترك الاستهتار ونواجه هذه السلوكيات بالتفكير بنضج وعقلانية فنحن نحتاج إلى أن نكون أكثر ذكاءً حول خياراتنا وأن نستخدم هواتفنا الذكية فقط عندما يكون ذلك آمنًا. فالأمر المؤكد أن الخيار الأكثر ذكاء هو التوقف فورًا عن استخدام الهاتف الذكي أثناء القيادة. حتى إذا كنت تعتقد أنه يمكنك بسهولة القيام بمهام عديدة في آن واحد، فتأكد أنك سوف تصادف مصاعب ومواقف عديدة أثناء رحلة القيادة ففكر كيف تكون المركبة وسيلة نقل لا وسيلة قتل.
أثناء القيادة على الطرق؛ يجب أن تكون متيقظًا ومتنبهًا ومفعلًا لجميع حواسك الخمس أنت وجميع المستخدمين للطريق نظرًا لأن الجميع يتشارك مسؤولية السلامة على الطرق. ونحتاج إلى التعاون من أجل قيادة آمنة للجميع في طرق داخل نطاق زمني أشبه ما يكون تغير مسمى الطرق إلى ما يشبه ميادين القتال وحلبات حرب لافتقادها للأمن القيادي وأخلاقيات تربينا عليها. ويجب أن تظهر انضباطك والتزامك كسائق أثناء أي رحلة، وأن يكون ذلك انعكاسًا لتعليمك واحترامك للآخرين.
اتبع دائمًا قواعد المرور وتوقع اللامتوقع من السائقين الآخرين على الطريق. يمكن الرد على مكالمة أو رسالة أو وسائل التواصل الاجتماعي في أي وقت، ولكن لا يمكن أبدًا استرداد أو استرجاع الروح إن هي رحلت عن الجسد. كن على علم بهذه النتائج وافعل الشيء الأذكى، استخدم الهاتف الذكي عندما تكون في الموقع الصحيح.
للأسف أصبح الهاتف الذكي قاتلًا صامتًا، لنضعه خارج التغطية قبل أن يضعنا نحن خارجها ولنستوعب كيف أننا أصبحنا جميعًا عبيدًا له.
