أيام ثقيلة ومشاعر مؤلمة
كابوس يجثم على صدر كل أبٍ وأمٍ احترقوا بنار ابنٍ لهم – اعتدى عليهِ ذئب بشري- في صورة إنسان..
ثقة مهتزة بالنفس .. خوف من الناس قريبهم وبعيدهم .. شعور بالذنب والاتهام. طفولة مشوهة وجرح يصعب بل يستحيل علاجه.
أفكار ووساوس في إيذاء النفس والتخلص من الحياة .. أنين وبكاء روح تعذبت بجريمة شاذة على فطرة الإنسان السوي ..
قصص وروايات تُحكى… وكثير منها يبقى في طي النسيان..
عوائل تتكتم على جروحها وتداري معاناتها خوف الناس والعلن…
كل الإحصاءات تنبئ بخطرٍ ينتشر في المجتمع..
أرقام مخيفة وقصص غريبة وأساليب مختلفة يتبعها الذئب البشري .. الذي قرر أن يقتل طفولة ويغتال روحاً ويترك ندبة مفتوحة للسماء..
التحرش”
سلوك شاذ ومقيت .. داء يكشف عن أمراض وعلل نفسية وسلوكية بل وأخلاقية ..
هذا السلوك الذي أتمنى من الله أن يلهمنا الحكمة في محاربته والوقاية منه ، قبل أن يصعب العلاج
فاجأتني إحصائية قرأت عنها أنه في السعودية وحدها تقدر نسبة التحرش بالأطفال 22% …ما يعني أن طفلا من كل أربعة أطفال تعرض للإعتداء في مرحلة من مراحل حياته…
الأدهى والأمر أن النسبة الأكبر من المتحرشين هم ممن يعيش معهم الطفل ويعرفهم جيداً …
جار، قريب، سائق خادمة خال عم وحتى أخ..
أزمة إنسانية بمعنى الكلمة..
مسؤولية عظمى تنتظركم أيها الآباء والامهات والمعلمين والمربين..
علموا اولادكم كل مايلزمهم كي يتصرفوا بشجاعة وفهم، لاتتركوهم فريسة وعرضة لتجارب مؤلمة ..
كونوا أصدقاءهم ومارسوا معهم عادة الحوار
أخبروهم أن يفتحوا قلوبهم لكم كل ليلة ولايبقوا أسرارا لأنفسهم..
كونوا واعين حريصين بكل مايحيط بهم..وتعلموا كل مايمكنكم تعلمه كي تحفظوا أمانة الله التي استودعها عندكم..
اعرفوا أصدقاءهم وراقبوا البرامج التي تستهويهم.. لاحظوا تصرفاتهم وتعلموا كيف تقرؤهم ..
الطفل مرآة نفسه ومرآة للكيفية التي نعاملها به ..
أسأل الله أن يحمي أبنائنا من كل سوء ..
وأدعو الله لي ولكم أن يهبنا القوة والحكمة والعلم والفهم لحماية أمانة الله عندنا ..
