من ديوانية سنابس.. أبو السعود: نحن في بداية الطفرة العلمية لتقنية النانو

اعتبر الدكتور باسم أبو السعود علم تقنية النانو من العلوم الواعدة في مجال الثروات الصناعية، كونه في بداية الطفرة العلمية والصناعية، وعند اختياره كأحد التخصصات ومجال بحث ودراسة فعلى الطالب الصبر والإصرار وتقبل المحاولة والخطأ، كون نتائجه لا تظهر بسهولة بل مع مرور السنوات مع البحث المتواصل.

وعرف تقنية النانو بأنه العلم الذي يهتم بدراسة خواص المواد، وكيفية التعامل معها بمقاييس صغيرة جدًا وعند الوصول لهذه المقاييس تختلف خواص المادة، من حيث التوصيل الكهربائي والخواص الكيميائية من حيث الصلابة، وعليه ظهرت الكثير من الأبحاث والدراسات.

واستعرض المجالات الصناعية التي يمكن استخدام تقنية النانو فيها وهي؛ علوم الطب بالقدرة على صنع روبوت صغير جدًا تدخل جسم الإنسان وتساعد على اكتشاف الخلايا السرطانية، كما أنه يمكن من خلالها تحسين كفاءة الأدوية، أما المجال الصناعي فيكون عبر تغيير خواص المواد لتعطي أكثر جودة وفعالية، مثل صناعة قماش، أو صناعة الزجاج، والحاسبات الآلية.

وتحدث بالتفصيل عن بعض التطبيقات العملية البحثية وكيف اكتشفها خلال مسيرته العلمية، ومنها طفرة النانو كربون، والنانو تيوب CNT، مع بيان كيف استطاع اكتشاف تقنية فصل البنزين عن الماء، لافتًا إلى أن البحوث قليلة حول البنزين كونه أحد المواد المسرطنة والناس لا تحب التعامل به في المختبرات، بالإضافة إلى كيفية إزالة البنزين من الماء بطريقة الأكسدة.

وشارك معه حديثه عبر مداخلات، ومنها ذكر الدكتور سعيد الجارودي أن تقنية علم النانو وصلت لدرجة الخيال، وحدوث أشياء لا يمكن الوصول لها، كما أن مع التقنية خيال لكنها واقع وأثرها سيكون مستقبلًا وبمستوى كبير.

وطالب الجارودي بالجدية في البحوث العلمية، مع السعي إلى تدريسه كعلم في المدارس العلمية، وتوفير المواد الخاصة بها، مع الاهتمام والاطلاع فيها.

وتساءل حسن آل طلاق عن مستقبل الباحثين في السعودية؛ هل لهم مستقبل وجهة تحتضنهم بدل السفر للخارج؟ فأجابه أبو السعود بأنه يعمل حاليًا على توطين الباحثين أكثر مما مضى، مستشهدًا بالدكتور محمد المحروس والدكتور سعيد الجارودي، مع الإصرار والتصميم وعدم اليأس والمواصلة، ومن لم يتم قبولهم لابد من طرق ألف باب والخروج من المحدودية والبحث عن الجهات الحاضنة.

ودعا إلى نشر علم النانو في المدارس وبين الناس بصورة بسيطة، عبر المحاضرات والدورات، وسط ما يعانيه المجتمع من وجود المحبطين، والذي يضع الباحث بين خيارين إما الظهور أو التقوقع.

وأشار إلى وجود الجهات الإرشادية في مجال البحث العلمي ومنها؛ مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض، ومعهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وكذلك جامعة الملك سعود بالرياض، ومراكز الأبحاث الخاصة بـ النانو في جامعة الملك عبدالله.

وحول سؤال اختصاصي الأشعة صالح آل شيف؛ هل يمكن تطوير أجهزة علم الأشعة في تقنية النانو؟ وهل ليس لها أضرار؟ أجاب أبو السعود بأنه ليس هناك شيء ليس له أضرار، كوننا نجد دراسات متناقضة، وأثرها لم يظهر حتى الآن.

من جانبه تساءل عبدالله العبندي؛ هل يمكن استخدام هذه التقنية في ترشيد الاستهلاك مستقبلًا؟ ورد عليه بأنه يمكن حيث أوجدت أرامكو محركًا يقلل استهلاك البنزين، وتم عرضه في معرض البحرين، ومعرض الاستثمار بالرياض.

وطرح حسن آل حسن سؤالًا؛ هل عملت تجارب أخرى على غير البنزين وما نتائجها؟ فقال الدكتور: “عملت تجارب على البنزين والتولوين، والزيالوين، والفيلو كنبات، والأمونيا، وجميعهم كانت نتائجهم رائعة، ما عدا الأمونيا لم تصل لمستوى ولم تأتي بنتائج مأمولة”.

جاء ذلك في لقاء الجمعة 2 نوفمبر 2018م، بديوانية سنابس، والمنظم من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس، الذي استضاف الدكتور باسم أبو السعود للحديث حول “استخدام تقنية النانو في إزالة الهيدروكربونات العطرية من المياه”، بحضور عدد من المهتمين في المجال الثقافي والاجتماعي، وأدار حواره سعيد الحداد.

يشار إلى أن الدكتور باسم أبو السعود هو عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة الكيميائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعضو هيئة الهندسة الأمريكية، وحائز على أربع براءات اختراع من مكتب براءات الاختراع الأمريكي.


error: المحتوي محمي