تقع الأحساء والقطيف إداريًا ضمن المنطقة الشرقية، وهما من أوائل من دخل الإسلام طواعية، وبُني مسجد جوّافا في الأحساء في عهد النبي (ص)، وأُقيمت فيه ثاني جمعة في الإسلام، وهما متجاورتان، لا تخرج من حدود محافظة القطيف حتى تعانق سعفات هجر، (قبل إعمار حاضرة الدمام).
الأحساء والقطيف مكملتان لبعضهما، إن تألمت القطيف سهرت الأحساء لأوجاعها، وإن جُرحت الأحساء سالت من القطيف دماؤها، إن ظمِأت الأحساء روتها القطيف، وإن جاعت القطيف أشبعتها الأحساء.
ونحن صغار كانت مدارس القطيف تسيّر رحلات طلابية للأحساء للتنزه والاطلاع على معالمها، وما ذاك إلا حُبًا فيها ولحسن ترحيب أهاليها، مجتمع الأحساء والقطيف إخوة متحابون، جُبلوا على مكارم ومحاسن الأخلاق.
مع شديد الأسف أخبرتني إحدى الأخوات من القطيف أن صديقةً لها من المؤمنات الأحسائيات عُينت حديثًا في إحدى الشركات (أحتفظ باسم الشركة) التى تعمل فيها فتيات من القطيف، فلما دخلت عليهن في أول يوم من تعيينها، بدلًا من أن يرحبن بها على الأقل كزميلة عمل، قابلتها إحداهن بكلام لا يُحسن قوله، لما فيه من شدة الكراهية والبغضاء والبُعد عن الأخلاق، وتبعتها أُخريات بنفس القول وأشد، لماذا؟ لأنها من الأحساء.
من هنا ولأني من القطيف، أولًا: أعتذر أصالة عن نفسي ونيابةً عن عائلتي للأخت بنت الأحساء عما سمعته من قول غير مقبول ومألوف من مجتمعنا، ثانيًا: هذه ليست من أخلاقيات فتيات وفُتية القطيف، فضلًا عن كبارهم، ولا يرضيهم ما قِيل لكِ، بل من عادتهم الترحيب بالكلمات الداعية للمحبة ولم الشمل، ومن قلن لا يمثلن إلا أنفسهن.
ثالثًا: الإمام علي “عليه السلام” يقول إننا إخوة في الدين، وأنتن تقلن أعداء، من تقول منكن ما يُكّره أختها أو تؤذيها فقد خالفت ما قاله عليه السلام، رابعًا: على الأخوات اللاتي قلن الاعتذار من زميلتهن عن طيب خاطر وندم، تصحيح الخطأ خير من الإصرار عليه، وبدء صفحة جديدة من المحبة والألفة والتعامل الحسن، خصوصًا أن المرأة مشهود لها بالإيمان والالتزام وحسن الأخلاق.
خامسًا: على الأخوات الحذر من التعامل بمثل هذه الكلمات الخطرة، التي يحرم قولها في الشرع ومجرمة قانونًا، وفي المملكة يُعاقب عليها بالسجن والفصل من العمل.
أتمنى من الجميع التحلي بالأخلاق الفاضلة وأن يحيين بعضهن بأحسن التحيات، خصوصًا زميلات العمل، وأن لا يصل الأمر بالمعنِية إلى رفع دعوى ضد من يتعرض لها، فإنها ليست في صالح الأخيرة.