نظم منتدى الثلاثاء الثقافي أمسيته الثامنة في الموسم الثقافي التاسع عشر تحت عنوان “زراعة النخيل وإنتاج التمور.. تحديات وآفاق” التي قدمها الاختصاصي الزراعي ومدير مختبر المكافحة الحيوية بمحافظة القطيف ضياء آل درويش مساء يوم الثلاثاء 20 صفر 1440هـ.
وشملت الأمسية التي أدار حوارها عضو الهيئة التنفيذية للمنتدى زكي البحارنة؛ عرضًا لفيلم قصير حول اليوم العالمي للمدن وعن الثروات الزراعية في المملكة، ومعرضًا فوتوغرافيًا للمصور مجدي آل نصر الذي تحدث عن تجربته في التصوير وخاصة في سفره إلى إثيوبيا لهذا الغرض.
وتم خلال الأمسية تكريم بطل كمال الأجسام العالمي منير آل جساس الذي مثل المملكة 18 مرة خلال 12 عامًا وحقق جوائز ذهبية عديدة.
وبدأ المحاضر ضياء آل درويش حديثه بالوصف النباتي لشجرة نخيل التمر (Phoenix dactylifera L) التي تنتمي إلى الفصيلة النخلية، وهي شجرة معمرة، لافتًا إلى أنها تعتبر أهم مكونات البيئة الزراعية في المملكة العربية السعودية.
وتحدث عن القيمة الغذائية للتمور، مبينًا أن التمر يعد غذاءً مثاليًا للإنسان لاحتوائه على المواد الرئيسية للتغذية.
وتناول آل درويش وضع النخيل في محافظة القطيف، قائلًا بأن عدد النخيل بواحة القطيف يقارب نصف مليون نخلة حيث يبلغ (419,287)، وأن عدد المزارع 2000 مزرعة داخل الواحة القديمة والأراضي المستصلحة خارج الواحة.
وأوضح أن معظم المزارع عبارة عن حيازات صغيرة المساحة، وأن كمية إنتاج التمور في محافظة القطيف تشكل نسبة 14% من مجمل إنتاج المنطقة الشرقية، موضحًا أن أغلب الإنتاج يستهلك في مرحلة الرطب، وأن الانخفاض في تعداد النخيل بلغ حاليًا 65%.
وانتقل بعد ذلك للحديث عن الممارسات الزراعية لنخلة التمر بالمنطقة، موضحًا أن الخصائص الموفولوجية الفسيولوجية تتشكل من القدرات الوراثية وعناصر البيئة كالمظهرية والإنتاجية.
وأوضح أن رتبة الإنتاج الزراعي للنخلة تتأتى من النوع (الصنف أو السلالة)، والعوامل المناخية، وإدارة الإنتاج أي التحكم في تطبيق العمليات الفنية.
وأفاد بأن المحصول الاقتصادي لإنتاج التمور هو عبارة عن مستوى رتبة الإنتاج إضافة للعوامل التسويقية كالدعاية والإعلام وتنظيم المهرجانات والمعارض والتثقيف والتحفيز.
وكشف المحاضر عن أبرز مشاكل زراعة النخيل وطريقة إنشاء البساتين والحقول بأنها تعتبر من طرق الزراعة الرباعية والزراعة على حدود الحقول، وأن المسافات البينية قريبة، وأنها مختلطة مع أشجار الفواكه الأخرى، إضافة إلى الإكثار بالفسائل المنتخبة من الأصناف السائدة محليًا والعزوف عن زراعة الأصناف النادرة.
واستعرض في حديثه طرق حفظ الأصول الوراثية ومنها طريقة الحفظ بالبذور، وطريقة الحفظ النسيجية، وطريقة التطوير الوراثية لأصناف وسلالات النخيل.
كما تناول مشاكل الري والتسميد السائدة في المنطقة وعمليات التقليم للنخلة والخف والتكييس.
وحول مرحلة جني التمر، أضاف الاختصاصي الزراعي آل درويش أن من بين مشاكل جني الرطب تعدد مرات صعود النخلة، وارتفاع الكلفة، وانخفاض الأسعار نتيجة لزيادة العرض الموسمي، أما من ناحية جني التمر، فأوضح أن انخفاض جودة المحصول يعود إلى تعرضه للعديد من ضغوط عناصر البيئة المختلفة أثناء اكتمال نضجه وأهمها ارتفاع نسبة الرطوبة الجوية خلال فترة الإنضاج إلى 66% ومتوسط درجة الحرارة 41.8، إضافة إلى ذلك فقد ينتج أحيانًا تساقط الثمار على الأرض والتعرض للإصابة بالآفات ومهاجمة الطيور وإصابات فطرية وأضرار فسيولوجية.
واستعرض النتائج السلبية الناتجة عن طرق التجفيف التقليدية (الفدا) ومنها تعجن الثمار والتعرض لمهاجمة النمل، وتلوث الثمار بالشوائب، وتقشر بعض أنواعها، مقترحًا تجفيف التمور باستخدام صوبة التجفيف، مؤكدًا على أن أهم مراحل تصنيع التمور هي عملية التعبئة، موضحًا أبرز المنتجات التحويلية كالمربى والسكر والخل ومعجون التمر.
وبدأ عبدالله آل زريع بالمداخلات حيث تناول مشكلة عدم توفر فحص محلي للتمور بالمنطقة مما يستدعي نقلها لمصنع التمور بالأحساء وهناك يتم فحصها لقبولها من عدمه مما يسبب إرباكًا وتكلفة للمزارعين المحليين.
وتناول فتحي آل عاشور مشكلة تسكير المصارف الزراعية وأثره على ارتفاع الملوحة في المياه مما يضر بالزراعة.
وتحدث منصور المدن عن إشكاليات التسويق والدعاية لصناعة التمور في المنطقة مما يجعل أي مشروع حبيسًا بين أصحابه وغير قادر على الانطلاق.
وأكد محمد الدعلوج على ضرورة العمل والتنسيق لإقامة مصنع لإنتاج التمور في المحافظة تتبناه وزارة الزراعة بمشاركة رجال الأعمال وبدعم من مجلس المنطقة.
وتساءل عبدالله شهاب عن طبيعة أرض “قرية العليا” لكونها مكانًا مناسبًا لزراعة النخيل، أما الكاتب حبيب آل محمود فقد تحدث عن الدور المفقود لأمانة المنطقة الشرقية وبلدية محافظة القطيف في تبني مشاريع تدعم التمور كما هو الحال في مناطق أخرى كالقصيم والأحساء، وأن حاجة المزارعين تتلخص في المساعدة والدعم في توسيق منتجاتهم.
وفي نهاية الأمسية، تحدث ضيف الشرف سعادة محمد علوي الدعلوج معربًا عن شكره للدعوة ومشيدًا بالدور الإيجابي الفعال الذي يقوم به المنتدى ليس على مستوى المحافظة فقط بل على مستوى الوطن ككل، ومثنيًا على إنجازاته المتواصلة في تكريمه من قبل وزارة الثقافة والإعلام سابقًا واستقبال أعضائه من قبل سمو أمير المنطقة الشرقية.