بدا واضحًا أنه لن يكفّ عن اللون
حتى يحيلَ خلاياه فرشاةَ أزمنةٍ
ويقول سأرسم ما يتخيل ذهن الحقيقةْ
على الرغم من أن حارسها يترصدُ بالكلماتِ التي تخلقُ السربَ
والاحتمالاتُ جردتِ النردَ من شفتيه
وكان الخلاصُ سيُسرق من عابريه
ولكنني ما أزال أهيئُ عرقي لضخ الوضوحِ
إذن فليجربنيَ الموتُ
فلتتهجأ خيولٌ فُتاتَ ضلوعي
فقد بلغَ المتنُ في داخلي موعدَ الغيبِ
بنتي القيامة حبلى
وعم قريبٍ يدوي الغيابُ
ويخرج مجدٌ جنينْ
أنا أتنازل عن شكلي الآدمي
لصالح شكل حروفِ المصاحفِ
صرتُ شفاهًا
وركبت حذوة شِعرٍ على فرسِ الشمسِ
كي أتحرى خلودًا بغير سياجٍ
وكم كنت في خاطر الدرب أسمع وطأة جمرٍ
وريحا تمد يديها لآخر تفاحة من صفاء فتسقطُ في الحلمِ
ثم عناقُ شهيد مع الجاذبية
من نومه جائعٌ كاد يصحو
وكنت إلى الصحو أحمل أشجار عدْنٍ
بظهر الرماح تللت المواسمَ
كنت هواءً لِتَوِّ الإلهِ استقى شكلهُ
ونُفختُ فغادرتُ حنجرةَ الشمس
لا ريح تَصلح غيري لتفتح صدرَ المجرة
ما أوسع الاختناق بغير شهيدٍ
وما أقصر الأكسجينْ
أحس بأني أخون دم الأبجدية
حين أسدّ شرايين أغنيتي بالذي أولم الزيفُ
لكن دربي إلى ضحكة الضوءِ يبلغ عمرين من كربلاءَ
وأعلم أن الرماح ستهزأ إن لم أرد اعتبار الشهادةِ
أعلم أن السيوف ستشمتُ إن لم أهز شخوص الردى
ثم أذبح عجلَ السراب السمينْ
شعرت ببرد الخيانة يجتاح أعصابَ عاصفةٍ لم تهبَّ
خشيتُ بأن يدفن العمرُ مشروعَ موتي الكبيرِ
رميت قواقع مجدي
فرشتُ شواطئ جرحي
وما افترض الخوف لو واحدًا بالكرامة أني أساومُ
لا صفقاتٍ فقد ذبَح المصرعُ الفدُّ سمسارَ ليلٍ
وراح يتلُّ فتيلَ المصابيحِ قافلةً للظلامِ المتينْ
بخوذة موتٍ
أحاول أن أتلافى سهامَ البقاءِ الرخيصِ
هنا لامةٌ لبسَتْ جسدي
واتقت بحديد الكرامة آخر حدٍّ
تعافيتُ جدًا بآلام جرحي
وكم كنت أخشى بأن لا أخرَّ على خشب المسرح الأبديِّ
وأن لا يصون النزيفُ بقائي
خشيت ولو خطأً أن تفوتَ الرماحُ التي سنحت في الطفوف لرأسي بأن يتقمص دورَ الشروق ويسندَ للشمس دورَ التفرجِ
والحمد للنحرِ
إني تعافيت من زائف العمرِ واغتنم الدمُ حد السيوفِ
وضاعف ضاعف عدَّ السنينْ
غدًا سأجهز للمستحيل مفاجأتي
سأجهز جرحا سمينا
فما بيننا موعدٌ يترجل من صهوة الحلمِ
هاك أنا أيها القدرُ المستريحُ بلا عائدين
غدا سأجر حبالك
هاك أنا حِمْلُ قافلةٍ تفرغ الذكريات على الرملِ
هاكَ أنا ملحماتٍ تشاغل نقشك فوق الإطار
فسوف تعيد على كل يوم جديد عقاربَ ساعات أمسي
تعيد على رسمك المستجد تجاعيدَ عطرٍ
تعيد على اللون فرشاةَ طفٍّ
فلا بد أن تنفق الأبد المستطيلَ لقاءَ الحسين الثمينْ
عرين ملائكة
لست طينا
وشاهديَ المصحف المتحصن خلفك
كنت غلافًا يخر على الوحي
ما أمتن الاحمرار الذي يتمثل
كنت سياج السماء المقدس
كنت وكنت وكنت
وهم لم يكونوا
سوى لحظة أبدا لم تكن تستفز العرينْ
أريد فقط أن أعاود فهم السيوفِ
وكيف أرادت بأنصالها أن تجس حقولك
كيف طرأت على ذهنها
كيف طاوعتِ القاتلينَ وهمت لسفك جهاتك
كانت ترى أن موتك يحمل سرا
ترى أن خلف جراحك شيء مثير
وكم يستحق الوغول إليه
وحقا،
فلما تجرأت انداح من طعنها
ما تخبئ من ياسمينْ
رأيت القصائد
ما بين رأسك والنحر تكبر
لا بد أن المسافةَ شاعرةٌ
لست أذكرُ كم تلةٍ شهقتْ قبةً
كان يحمل رأسَك رمحٌ إلى سدة الرمزِ
سارَ المجازُ
وأصبح يفصل ما بين رأسك والنحر
قافلةٌ للسماءِ
أظنك لن تَقْبلَ الرأسَ
من بعد تلك الفواصل والقافيات الكثيرة
يا سادن النزفِ في يومك الأربعينْ