سيهات.. «آهات طليقة» لـ آل حمود تولد من رحم «سباعياتها»

أطلقت الكاتبة سوزان آل حمود آهاتها بين كتابيها “سباعيات قلمي” – بجزأيه الأول والثاني – ليكون لها رسالة تحاكي واقع جيل الشباب والناشئين، وكيف سد الفجوة بين أفكارهم التي تزاحم الرغبات، وما يفرضه المجتمع عليهم من أخذ الأولويات إلى الاحتياجات، وكيف يمكن تلبيتها من الأسرة والمجتمع.

ولد الجزء الأول من كتابها “سباعيات قلمي” عام 1438هـ، وقبل أن يكمل عامه الثاني وجد توأمه الثاني، مع أخته رواية “آهات طليقة”، لتمضي بهم المؤلفة إلى القراء من الشباب والشابات، ومن قبلهم، وتقول لهم: “لقد دونت معاناتكم وآهاتكم، بقلمي وأوقدتها لتضيء لكم الطريق الذي يكثر سالكوه، ممن حملوا مشعل الإيمان، واتخذوا التشريع الإلهي دستور حياة يواكب طموح الفطرة الإنسانية مع تطور العصور”.

ويتكون الجزء الأول من الكتاب من 183 صفحة، تضم 28 قصة، فيما جاء الجزء الثاني في 222 صفحة، وضم 18 قصة، وحويا حكايا تجذب القراء بقصص خيالية أو واقعية قصيرة، مع تغيير أسماء الشخوص، والأماكن، حيث نسجت الكاتبة بين دفات كتابيها واقعًا يفسر الخروج عن الأخلاق والقيم، ودخول عادات متطرفة تحت مسمى الانفتاح على الآخر سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات، في ظل تنازل الأسرة عن دورها في التربية إلى العالم الافتراضي الرقمي، بحكم ما يعتريها من تجارب البنات ومسيرتها في العطاء التعليمي الذي تجاوز عقدين من الزمن.

وجاءت رواية “آهات طليقة” في 86 صفحةً، تروي قصة واحدة، تتولد منها قصص عدة، لتزاحم أفكار القارئ بين سطورها بأن هناك غموضًا يتضح مع مواصلة القراءة، وتتدرج أجزاء الرواية من المقدمة ثم الحبكة إلى الخاتمة بانتصار الفضيلة فيها، مع التأكيد على دور الأم التربوي، بالإضافة إلى جمعها النقيضين في العلاقة بين الأم الواعية بالمسؤولية وبين المتهاونة، وبين الأخ المخلص والأخ الذي لا يعير للأخوة قيمة وكذلك الصديق بالمثل.

وتميزت آل حمود بوضوح وسلاسة العبارة ووضوح المعنى بين ثنايا القصص، حيث غلبت عليها الرسائل التوجيهية وجمع العقول من ناحية: التشريعات الدينية، والميول النفسية، والقيم الأسرية، والعادات الاجتماعية، بالإضافة إلى تضمين النصوص الاستشهادات المرتبطة بتقوية العلاقة الروحية بين الفرد وربه، مع بيان الطرق لها وكيف يتم تطبيقها وفق نهج أهل البيت (عليهم السلام)، بأسلوب يميزه الاستطراد عند تتبع الأحداث.

وتحدثت ابنة سيهات الكاتبة سوزان عبدالرزاق آل حمود لـ«القطيف اليوم» عن علاقتها بالقلم والكتابة الأدبية، التي ولدت منذ سنوات الدراسة ومع أسلوبها وقدرتها على الإقناع وجدت – المرحوم – والدها الداعم والسند لها للمواصلة، لتضع أولى خطواتها في الكتابة بمجلة “اكتشاف الحقائق”، مع الكتابة للأنشطة بحصة الجمعية المدرسية (النشاط حاليًا).

وبيّنت أن كتابتها اتسعت في الصف الثالث متوسط بانطلاقها خارج الأفق لتجد لها عمودًا خاصًا باسم مستعار في مجلة اليقظة الكويتية، وفي الصف الثاني الثانوي اعتمد لها راتب خاص من المجلة، بعد نقلها إلى الصفحة الاجتماعية للرد على المشاكل الاجتماعية الخاصة بالشباب باسم مستعار أيضًا، إلى أن توقفت بعد زواجها بسبب رفض زوجها الذي قال لها: “أمة اقرأ لا تقرأ”.

وذكرت أن أساليبها تعددت في إخراج حسها الأدبي من مكامنها، إلا أنها لم توقف قلمها بظهور قريحتها الشعرية منذ مرحلة المتوسط حيث كانت تنظم شعر الهجاء في أخواتها بالأسلوب القصصي، مع الكتابة بأسلوب الرثاء والمديح، كما أنها اتخذته سلوى لأمها المُقعدة، فكانت تنثره في الجلسات العائلية، وكانت الكتابة تمثل لها مخرجًا آخر بإهدائها إلى المشاركين في المسابقات الأدبية من معارفها الذين كانوا ينالون منها نصيبًا من الفوز في الجامعة.

وأوضحت أنها عادت إلى الكتابة بعد موافقة زوجها تنفيذًا لوصية والدتها له قبل وفاتها بأن يعطيها حرية الكتابة؛ لما تتمتع به من موهبة، بل إنها تعدت ذلك بقيامها بإعداد وتقديم المحاضرات التوعوية في المجالس الحسينية، والدورات التربوية والأسرية.

وأرجعت ميولها الأدبي إلى نشأتها في عائلة لها تاريخ ذاخر بالأدباء وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبدالكريم آل حمود، الذي كان المستشار لها في مناقشة ما تكتبه، وكذلك ابن عمها الأديب محمد آل حمود المدقق والمراجع.

وحول أهمية الكتاب بالنسبة لها وكيف نجعل أمة تقرأ؟ قالت: “إن الفئة التي تقرأ هي النخب المثقفة، والتخصصية، في وقت نحن بحاجة لإعادة سمعة الكتاب؛ بأنه كنز معرفي، وسط غزو فكري خالٍ من القيم والأخلاق، وغياب الرقابة الوالدية، وعزوف عن القراءة بسبب كثرة وسائل التواصل الرقمية، وهذا لا يكون إلا بإيجاد القدوة المزروعة من الوالدين.

وتمنت من خلال كلماتها التي بين السطور صلاح المجتمع والذي تكون بذرته بصلاح الأسرة، وإرجاع سمعة الكتاب الورقي كونه الصديق الصدوق حيث تُعد القراءة فيه فسحة مع النفس، داعيةً وسائل الإعلام إلى عدم تهميش الكاتب ودعمه وسط غياب المنتديات الأدبية في المجتمع.

وأشارت إلى أنها عضو نادي مناهل للتوستماسترز الذي منحها القدرة على زيادة الاختصار في الطرح، بالإضافة إلى أنها مدربة في تقديم الدورات.

يجدر بالذكر أن كتبها: “سباعيات قلمي” بجزأيه و”أهات طليقة” من إصدار دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف، وجميعهم من القطع الوسط.


error: المحتوي محمي