هناك في كل زمان ومكان كُتّاب مرموقون معروفون لدى الوسط المثقف قد نتفق مع بعض أطروحاتهم أو كتاباتهم وقد نختلف أو لا يعجبنا مقالاتهم لطرحهم موضوعًا معينًا، وهذا لا يعني أن نقوم بانتقاد ما يكتبون لمجرد عدم استساغتنا لذلك الطرح؛ فنحن كمتابعين يحق لنا أن ننتقد بشكل مهذب دون التجريح في الكاتب لا لشيء سوى أننا لا نستسيغ ذلك الكاتب أو طريقة طرحة.
للكاتب حرية الطرح دون المساس بأحد ولك حرية الانتقاد دون المساس بشخصه الكريم فلنتعامل مع البعض رغم اختلاف أفكارنا بإنسانيتنا دون التقليل من شأن أحد إذا كنت حقيقة أنني مهتم بما يكتب (س) أو (ص) مثلًا فلأكن على قدر من الوعي والثقافة التي تخولني للانتقاد بشكل إيجابي ومتحضر ليرتقي الجميع في تعليقه الذي يعكس شخصيته سواء بالإيجاب أو السلب، لقد اطلعنا على جل الكتابات التي يطرحها الأخوة المحترمون في «القطيف اليوم» (أدب ورأي) وقد استفدت كثيرًا بل لا أخفي عليكم أحبتي القراء؛ لقد اقتبست الكثير والكثير من أولئك الكتاب المبجلين دون أن يشعروا فليسمحوا لي حيث إنني مدين لهم بذلك.
فإنني أستشهد بالجاحظ حيث يقول: “الكتاب وعاءٌ مُلِيءَ علمًا، وظَرْفٌ حُشِيَ ظَرْفًا، وإناءٌ شحنَ مُزاحًا.. ينطقُ عن الموتى، ويُتَرْجِمُ كلامَ الأحياء.. لا ينام إلا بنومك، ولا ينطق إلا بما تهوى، أأمن من الأرض، وأكتم للسر من صاحب السر، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة”؛ فهولاء الأخوة هم أرباب وديعة مسؤولون عن أن ما يبعث على الأسى هو أن تجد شخصًا من خلف الكيبورد باسم مستعار يجرح في كلامه الكاتب صاحب الموضوع دون أي مبرر أو مسوغ لذلك وهذا ينم عن الجهل المركب لدى البعض الذي يعكس الصورة غير الجميلة للمجتمع الواعي المدرك للأشياء.
إنني تعلمت من أستاذ الفكر العربي محمود العقاد حيث يقول: “ليس هناك كتابًا أقرأه ولا أستفيد منه شيئًا جديدًا، فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته أنني تعلمت شيئًا جديدًا وهو؛ ما هي التفاهة؟ وكيف يكتب الكتاب التافهون؟ وفيم يفكرون؟ من خلال كتاباتهم حتى وإن كان غير ذي قيمة فيكفي أنني أقرأ لأفهم كيف يفكر أصحاب تلك الكتابات.
وإن أردت أن أنتقد ما يكتبون فمن المفترض أن أضع اسمي بالشكل الصحيح ليستفيد الجميع من نقدي البناء فإما أن أتهكم على هذا وذاك بسفاسف القول؛ فهذا غير أخلاقي وغير منطقي وينم عن تخلفي.
أتمنى أن تكون رسالتي وصلت للبعض.. والسلام.