من ديوانية سنابس.. الشبيب: المسوحات الاجتماعية غائبة والنخب منشغلة بالنزاعات

انتقد الكاتب بدر الشبيب غياب المسوحات الاجتماعية عن مجتمعنا المحلي، في التعليم ومراكز الرعاية الاجتماعية والجمعيات ولجان التنمية، وكذلك نفتقد القوائم التي تحصر الكفاءات في مختلف التخصصات.

وأرجع “الشبيب” إهمال الدراسات الاجتماعية في القطيف، إلى عدم وجود مراكز دراسات اجتماعية، وإن ظهرت فإنها بصورة تقديرية وليست إحصائية دقيقة، والاعتماد في العمل على البركة.

جاء ذلك خلال استضافة “الشبيب” بلقاء ديوانية سنابس، يوم الجمعة 17 صفر 1440هـ، والمنظم من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس، للحديث حول “المجتمع بين حاجاته وطاقاته”، بمقر اللجنة.

وشهد اللقاء حضورًا من المهتمين بالشأن الاجتماعي والثقافي في المجتمع، وعدد من رواد ديوانية المفيد بأم الحمام، وقاد دفة حواره الدكتور مؤيد الضامن، بدأه بالتعريف بالمدرب بدر الشبيب، وبيان إنجازاته العلمية والعملية.

وشدد “الشبيب” على ضرورة معرفة الطاقات الموجودة في المجتمع وإحداث مواءمة بينها وبين الحاجات، واكتشافها لإدارتها بطريقة علمية ومعرفة تفصيلية، وهنا تبرز أهمية إنشاء مراكز التفكير التي تقوم بقراءة ومناقشة والتفكير وكتابة أحداث المجتمعات.

وتساءل المدرب: هل نعرف حاجاتنا الاجتماعية؟ وأجاب بأنها غائبة، وتحتاج إلى تصنيف بين؛ بيئية، وأسرية، وثقافية، واجتماعية، ونفسية، كما ينبغي النظر لها بين ما هي حالية ومستقبلية، حيث وجد أن الدارج هو الاهتمام بالحاجات العاجلة وتأجيل الآجلة، والهامة وغير الهامة، في ظل غياب المعايير التي تحدد هذه الاحتياجات، وكيف يتم التخطيط لها.

ودعا إلى إحداث حالة من الإنعاش والإنقاذ لرفع العمل الاجتماعي، بتقديم عدة إرشادات لذلك منها؛ البُعد عن النزاعات الاجتماعية لأنها هدر للطاقات، مشيرًا إلى أن مجتمعنا يعانيها بشكل كبير ومنشغل بها من ذوي النخبة.

وأكد “الشبيب” أهمية تكثيف تأسيس المؤسسات الاجتماعية والمنتديات والملتقيات والديوانيات الثقافية، وتطبيق الحوكمة في المؤسسات الاجتماعية، وهي الإدارة الحكيمة، وضبط العمل بشكل مهني في المنشأة، والتعاون بين المؤسسات الاجتماعية والاستفادة من تجارب بعضها، وأضاف لها السعي إلى إقامة تكتلات اجتماعية، والاستفادة من الخبرات المتاحة، واجتذاب الطاقات الشابة والمنعشين للعمل الاجتماعي، وتشجيع الخروج خارج الإطار لاستحداث مشاريع اجتماعية جديدة تناسب متطلبات المرحلة، والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد.

وقدم بعض المقترحات لمشاريع مبتكرة تساعد على تنمية المجتمع بما يحتاجه وما يملك من طاقات، منها على سبيل المثال لا الحصر؛ جمعية رواد الأعمال، وجائزة الجمعية الخيرية الأفضل، وجمعية “خبرات بلا حدود”، وبنك كفاءات ومؤسسات قياس الأداء العام.

وتعددت المدخلات والتساؤلات من الحضور ومنها؛ دعوة علي الحرز إلى جذب الطاقات الشابة في العمل الاجتماعي، وتحدث رئيس جمعية أم الحمام السابق ماجد العبد العال عن واقع العمل الاجتماعي التطوعي، حيث وجد أن الترشح في الجمعيات لابد أن يكون من منطلق عمل وإنقاذ، بطموح عالٍ، وليس رغبة في قضاء وقت فراغ، إذ لابد من وضع خطة عملية، وعطاء العمل وقته والالتزام به.

وفرق محمد الشمالي بين العمل الاجتماعي المحلي الذي يغيب عنه التنظيم، والعمل الاجتماعي في الجمعيات، ونجد فيهما تكتل الكفاءات والخبرات، مع الوعي بأهمية التأييد الرسمي.

وأشاد أمين الكعيبي بالكفاءات في القطيف، وأكد أن هذا ما لمسه من خلال عمله في المسح الإحصائي، وأشار نبيل الخنيزي إلى الحاجة إلى وضع قادة لحل الإشكالات الراهنة، مع بناء الإنسان المبدع والمنجز.

وأشار علي آل رمضان إلى أن من يخوضون العمل التطوعي الاجتماعي لا يقرأون ولا يعرفون أنظمة العمل التطوعي الاجتماعي، وهذا يكون عائقًا أمام إتمام الإجراءات الرسمية.

وتحدث حسن آل طلاق عن تجربته في جذب أبناء المجتمع في عمل البحوث، حيث فشل فيها، مع غياب الكوادر وترددها في العمل، متسائلًا عن كيفية إقناع أفراد المجتمع بالمساهمة الفعالة لحل مشاكل المجتمع وإنتاج مشاريع مؤثرة.

واعتبر أمين الصفار أن الخطأ في العمل الاجتماعي أمرًا واردًا كونها لا تخضع للمثالية، منتقدًا عدم ذكر التجارب المحلية الناجحة، مع وجود مشكلة فقد التواصل المنتج بين الجمعيات، مع تشابه الأخطاء وتفاوت النجاحات.

وأوصى “الشبيب” في ختام حديثه بعدة أمور هي؛ الحاجة للبُعد عن الهدر الاجتماعي لانتعاش المجتمع، ودراسة التجارب الفاشلة والناجحة، والاستثمار في الطاقات الموجودة، والسعي إلى تقديم البحوث الاجتماعية، وإنشاء مركز دراسات تحت مظلة إحدى الجمعيات أو اللجان، والنظر إلى ماذا بعد نجاح المشاريع، مشيدًا بالمشاريع التطوعية الناجحة كجائزة القطيف للإنجاز، وسيدة جمال الأخلاق، ومنتدى الثلاثاء.

 


error: المحتوي محمي