الحق أمرٌ ثابتٌ صحيحٌ موجود كالعدالة والنظام العام، بينما الباطل أمرٌ غير صحيح، الوحي والقرآن يحَدِدان ذلك، قال الإمام علي عليه السلام: «كتاب ربكم فيكم مبينًا حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله».
نعرف الحق والباطل لبناء ذواتنا وبلوغنا الكمال الحقيقي، الحق يتسعُّ قضايا الحياة الفكرية والعلمية، كلمة، فكر، عمل، موقف.
معرفتنا مبادئ الإنسان الأخلاقية تجعلنا نفرق ج السلوك المقبول (الحق) من غير المقبول (الباطل) لبناء ذواتنا نحو التكامل.
جهلنا بقوانين الطبيعة يودي بصحتنا وسلامتنا للاعتلال.
الأكثرية ليست معيار الحق، قال الله سبحانه وتعالى {وأكثرهم للحق كارهون}.
الحق والباطل لا يعرفان بالرجال، قال أمير المؤمنين عليه السلام ردًا على من التبس عليه الأمر في معركة الجمل: «إنك لملبوس عليك، إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله».
الحق طريق ذات الشوكة، قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تستوحشوا في طريق الهـدى لقلة أهله».
العمل بالحق قد يجُرُّ الويلات لكنه أفضل عند الله من العمل بالباطل الذي قد يجُرُّ فوائد دنيوية كمال وجاه، قال أمير المؤمنين عليه السلام : «إِنَّ أفضلَ الْنَاسِ عند الله مـن كـان العـمل بالحق أَحَبُّ إِليهِ وإَنْ نَقَصَهُ وكَرَثَهُ، مِنَ الباطلِ وَإِنْ جـَرَّ إِليـهِ فائدةً وزادهُ».
اختلاط الحق بالباطل ينعكس سلبًا على المجتمع، قال أميرُ المؤمنين مُحَذِّرًا: «.. فلو أنّ الباطل خَلُص من مزاح الحقّ لم يخفَ على المرتادين، ولو أنّ الحقّ خَلُص من لَبْس الباطل، انقطعت عنه ألسُن المعاندين ولكن يؤخذ من هذا ضغثٌ، ومن هذا ضغثٌ، فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى».
خذلان الحق تبعاته وخيمةٌ على المجتمع، قال “عـليه السلام” في الذين اعتزلوا القتال معه ضد الباطل: «خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل».
خذلان الحق يؤدي للتضييق على المتفرجين يسلبهم ممارسة حقهم بحرية، قال الإمام علي عليه السلام محذرًا: «لو لم تتخاذلوا عن نصر الحق، ولم تـهنوا عـن توهين الباطل، لم يطمع فيكم من ليس مثلكم، و لم يقوَ من قوي عليكم».
تكريس الحياة لإحقاق الحق ودحر الباطل واجبٌ، علينا قال “عليه السلام”: «فلا يـكن أفـضل ما نلت في نفسك من دنياك بلوغ لذة أو شفاء غيظ ولكن إطفاء باطل أو إحـياء حـق».
الانتصار للحق ودحرُ الباطل نصرٌ مُبينٌ قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾ صدق الله العلي العظيم.