ما سَمِعْنا في بلادِ
التُّركِ أو في الديلَمِ
طِفلةً تَروي فؤادًا
ذابَ من نزفِ الدمِ
ماشَهِدْنا أنجُمًا
صَكَّتْ بحمراءِ اليَدِ
لِمُصابِ ‘المصطفى’ ليلًا
ولا لم تَهْجُدِ
انهُ جُرحُ ‘حسينٍ’
لاهبٌ لم يَبْرُدِ
إنهُ رُزءُ ‘عليٍ’ فاطمٍ’
والسُؤدَدِ
إنهُ خَطْبُ السمواتِ
فَيَا أرضُ اشهدي
زفراتُ الكونِ فيهِ
جارحاتُ الكبدِ
‘أحسينٌ’ إننا نبكيكَ
بالدمعِ الندِي
إننا نَحياكَ شَهْمًا
شامِخًا لم يَسجُدِ
إننا نفديك عِزًا
والردى لم يَرتَدِ
يوم أنْ ناديتَ في البيداءِ هلْ من مُنْجِدِ
فأتتكَ الأسهمُ الهَوجَا
كبرقٍ مُرْعِدِ
وَ عَنَتْكَ الرُسْلُ تَنعى
نازعاتِ الأبرُدِ
وأتى ‘التابوتُ’ سُكْنَى
لقطيعِ الجَسَدِ
بينما في اليمِّ ‘موسى’
ناحَ بينَ الشِّدَد
حُزنُهُ فيكَ ابنُ ‘ يعقوبَ’
وفي الجُبِّ رُدي
فَسِهَامُ ‘الجُبِّ’و’ الكَربِ’
جِراحُ الخَلَدِ
وقميصُ ‘الذئبِ’ بالطفِّ
دمٌ لم يَجْمُدِ
شارَكتْ ‘آسيةً’ ‘ زينبُ’
وَخْزَ الوَتَدِ
وَمَضَتْ ‘مريمُ’ بينَ القومِ
والشتمُ عَدِي
حالُ’يحيى’ كرضيعِ
‘السبطِ’ أفنى جَلَدي
و’حسينٌ’ يحتذي ‘أيوبَ’
فَقْدَ الولدِ
اِبنِ يا ‘هامانُ’ صَرحَ العارِ
فوقَ العَضد
واصلُبِ الأجسادَ ‘فرعونُ’
فهذا موعِدي
هكذا شأنُ ابنِ ‘مرجانةَ’
هَدْمُ الأعمُدِ
نَزْفُ ‘عمّارَ’ صَدىً يصرُخُ
في كلِّ غَدِ
أيْ ‘سليمانُ’ فكُنْ لي
ما حدا ‘بالهُدهُدِ’
حينما أبصرَ عَرشًا
فتنَادى سيدي
أيُّها ‘الهُدهدُ’ قُلْ لي
ما بِذاكَ المَشهدِ
هل تُرى أبصرتَ رأسًا
وإلى الباغي هُدِي
أَمْ تُرى عايَنْتَ أسرى
‘الآلِ’ دونَ السَّنَدِ
خَفِّفِ الوَطأَ ‘يزيدٌ’
لا تزِدْ بالمِبْرَدِ
إنهُ وِرْدُ ‘رسولِ اللهِ’
يالِلمَورِد
إنهُ ثغرٌ حوى ‘القرآنَ’
نورًا وهُدي
أودَعَ ‘الرحمنُ’فيهِ
عَبَقًا لم يَهْمُدِ
قُبُلاتُ ‘الوحيِ’ تزكو
من ثَنايا ‘أحمدِ’
سَيُدَوِّي ذلكَ الثغرُ
طَوالَ الأمدِ
ويَرُوغُ ‘الثعلب’ُ الماكرُ
خوفَ ‘الأسدِ’