أبانت الاختصاصي النفسي عبير عاشور الآثار السيئة للتربية السلبية، وأعقبتها بالأساليب الإيجابية للتربية الوالدية مع ضرورة الانتباه لكثير من المؤثرات التربوية.
كان ذلك في ورشة عمل أقامتها اللجنة النسائية المساندة للخدمات التربوية والتعليمية “نساندكم” مساء يوم الجمعة 10 صفر 1440هـ، مستهدفة بها السيدات الأمهات، والمربيات والمعلمات، في مجلس الحاج أحمد الشويخ بحي السلام في مدينة سيهات.
وتحدثت عاشور بإسهاب عن آثار التربية السلبية وضربت مثلًا بأسلوب التسلط بداية والذي ينفي فيه المربي رأي الطفل نهائيًا وينتج عنه ضعف في شخصية الطفل وخنوعه وزيادة قلقه وتوتره، كما أنه على العكس، يكون بعض الأطفال عصبيين ومؤذيين للآخرين ومخربين للممتلكات، وهم ليسوا محبوبين بسبب سلوكهم العنيف.
وانتقلت لأسلوب القسوة التي منها اللفظية والبدنية باستخدام الضرب كوسيلة لردع الطفل وتخويفه، وأعقبتها بالحماية الزائدة التي يتولد عنها طفل يثق بقرارات الآخرين معتمدًا على غيره، ولا يستطيع التكيف لأنه حرم من حاجته للاستقلال.
وتطرقت كذلك للإهمال الذي هو عكس الحماية الزائدة وفيه لا يلبي المكلف بالتربية الاحتياجات الرئيسة والعاطفية والصحية للطفل بسبب تهرب الآباء من مسؤولياتهم وأغلبه يكون ناتجًا عن إدمان الإلكترونيات، وأوضحت نواتج الإهمال التي تخلف طفلًا عنيدًا، مضطربًا سلوكيًا بعدة أشكال مثل الضرب، والعدوان اللفظي وأيضاً السرقة.
وأشارت إلى عواقب أسلوب “إثارة الألم النفسي”، و”التذبذب في المعاملة” حتى إذا كبر تذبذب في تعامله مع أسرته، وشرحت “التفرقة في التعامل” وآثارها وما تكونه من شخصيات أنانية، وغيرة، ومشاجرة وعنف وإيذاء الطرف الآخر وعدم معرفة الحقوق والواجبات.
واستوقفت الاختصاصي الحاضرات لمعرفة أسباب هذه الاتجاهات السلبية في التربية والتي ظهر منها أنها أسلوب مختصر لا يكلف المسؤول الصبر أو إيجاد حلول، وقد تكون نتيجة اعتقادات خاطئة واتباع طرق الآباء والشعور بجدواها.
بعدها، أسهبت في بيان آثار التربية الوالدية الإيجابية والتي منها الحوار والإنصات، والتقدير والاحترام، والتغذية العاطفية، والصدق والقدوة الحسنة، والتسامح والتفاهم، والتشجيع والتحفيز.
واختتمت حديثها بالتشديد على ضرورة الانتباه للمؤثرات التربوية والتي تشارك الأم التربية وتؤثر عليها وقد تعزز منها أو تفسدها ومنها المسجد، والقدوة، والموثرات التربوية، والأصدقاء، وعمل أو سفر الوالدين، والخادمة، والطلاق، ووسائل الإعلام، والمدرسة والكتب.