
زار أعضاء جماعة الخط العربي بالقطيف الخطاط علي عبدالله ابازيد في مقر إقامته بسيهات، يوم الأربعاء 8 صفر 1440هـ، للوقوف على جوانب من تجاربه في الخط العربي لخط الثلث الجلي، واستعراض بعض النماذج الفنية التي خطها خلال مسيرته.
وشارك في الزيارة رئيس الجماعة علي السواري وعدد من الأعضاء هم؛ نافع تحيفا، وحسن آل رضوان، ورضا آل ثاني، وعبدالله الغانم، وعلي المرهون، ومحمد عمران، وتداول الخطاطون في حديثهم قراءة إلى لوحة خطية مركبة للخطاط ابازيد منذ 1418هـ، عمل لها إعادة لحروفها بإتقان كبير.
وعقدوا مقارنة بين اللوحتين؛ حيث أدلى كل منهم بدلوه وتوظيف خبراته في النقاشات لتوليد الأفكار ومناقشتها، مع عرض بعض اللوحات الجديدة.
من جانبه، أوضح السواري لـ«القطيف اليوم» أن الخطاط علي ابازيد استطاع أن يوجد له أيقونة مميزة بين خطاطي الخط العربي في المنطقة، وبما يملك من إتقان لخطي الثلث الجلي، سواء كان في لوحاته الفنية أو تصميم عناوين الكتب للمؤلفين وكذلك كتابة المخطوطات الولائية لمجالس أهل البيت (ع).
من جانبه، تحدث ابن الملاحة الخطاط علي ابازيد لـ«القطيف اليوم» عن تجربته في عالم الخط العربي، قائلًا: “إنه جعلها هواية يأنس بها مع تتابع الزمن، وعززها عمله في شركة أرامكو بوظيفة جرافيك ديزاينر”، مشيرًا إلى أن بدايته كانت عام 1414هـ، حيث تعرف على خطاطي المنطقة، وزادت مع اللقاءات، وتعلم خط الثلث على يد نافع تحيفا، مما جعله يجيد هذا الخط بشكل متقن.
وبيّن أنه قاده شغفه بجماليات الخط إلى السفر إلى تركيا لزيارة الباحث في فن الخط مصطفى أوغر درمان للاطلاع عن كثب لفنه الراقي، كما سافر البحرين للتدريب وتعلم تركيب اللوحات الخطية “الخطوط المركبة” من الخطاط سلمان أكبر، مع وجود الخطاطين نافع تحيفا وحسن الزاهر، اللذين كانا مصدرا ومرجعا استشاراته.
وذكر ابازيد أنه أحد المشاركين في تأسيس جماعة الخط العربي بالقطيف منذ عام 2000م، حيث كانت مشاركته الوحيدة في معرضها الأول بخمس لوحات، بالإضافة إلى تقديم ورش عمل في “كيفية تحضير الورق المقهر”، ومع مرور السنوات توقف في بضع منها عن المشاركة في أنشطة الجماعة في حين لم تتوقف عضويته فيها، حيث اقتصر على خط عناوين أغلفة الكتب ولوحات الحسينيات، ومع اللوحات الخطية الخاصة.
وقال: “إنه أوجد في حياته فنًا آخر أبعده نوعًا ما عن قصبته وحبره، ألا وهو “علم المقامات الموسيقية” بعد أن درس “الموسيقى الأكاديمية” في مدينة حلب بسوريا عام 1987م، وعمل على توظيفها في تعليم الإنشاد والتلاوة الدينية، وتعليمها للقراء أول مستوى على مستوى المنطقة، من عام 1412 إلى 1427هـ، واهبًا جل وقته لتعليمها سواء كان في منزله أو بالدور القرآنية الموجودة في المنطقة على قدم وساق لإخراج قراء بشكل علمي أكاديمي”.
واعتبر أن الدور الذي تبذله جماعة الخط العربي رائد من نوعه، في إنعاش الحركة الخطية عبر إقامة الورش التعليمية إلى الخطوط العربية، والتعريف بتاريخها العريق بأنواعه المختلفة، مع العمل على النهوض بالخط العربي ليس على مستوى محافظة القطيف فقط بل المملكة قاطبة، وهذا يلمسه الجميع أن أفضل الخطاطين من القطيف.
وأفصح عن استعداده إلى التطوع الشخصي وتقديم دروس تعليم الخط لجميع الأعمار بشرط الرغبة الصادقة لذلك، وحفظه بصورته النقية، معتبرًا الخطوط التي تصمم بالبرامج الحديثة باستخدام الحاسب الآلي ليست خطوطًا حقيقية، كون الخط العربي لابد أن يرسم وفق قاعدة مدروسة، ويمثل خلقًا للحياة بما يعكسه من تآزر حسي لا يخرجه الحبر والقصبة الخشبية، مستشهدًا بقول ياقوت المستعصمي علي: “الخط هندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسمانية”.
وصنّف نفسه من بين قائمة هواة الخط العربي، رافضًا لقب الاحترافية التي تجعله في مسار المسؤولية كونه مازال يقدم شيئًا يتمنى أن يخدم أهل البيت (ع)، مؤكدًا أن تجربته مع فن الخط أتاحت له إضافة جمع معارف وصحبة إلى الشخصيات التي عرفها.