
ذكر المؤلف والكاتب محمد معتوق الحسين أن عوائد بيع كتاب سعره 40 ريالًا تصل مع دار نشر لـ4 ريالات أي بنسبة 5-10% من سعر الكتاب،وتزيد لـ10 ريالات بما يقابل نسبة 20-25% من سعره في حالة النشر الذاتي، مبينًا الفروقات بين النشر الذاتي والنشر عن طريق دار النشر وهو أن حجم الجهد والتعب بالنشر الذاتي أكبر لهذا يمتنع الكثيرون من خوض تجربة النشر الذاتي واللجوء إلى دار نشر حتى لو كانت الفائدة قليلة فيها.
وعزا ضعف الحركة الثقافية في التأليف إلى أن الاهتمام بالنشاطات الرياضية أكبر وأقرب مثال الاهتمام باللاعبين، بالإضافة إلى أن المؤسسات الثقافية والاجتماعية لا ترعى ولاتهتم بالمؤلفين، والجميع يلقي باللائمة على المؤلف لرفع سعر كتابه، بالرغم أن بعض المؤلفين قد لا يجني أي فائدة “ولا حتى ريالًا” في طبعته الأولى.
وأكد على أهمية اختيار المصمم الجيد حتى لو ارتفع أجره، واصفًا عملية إعطاء الكتاب لغير المحترف بالتضحية، وأضاف كذلك لضرورة اختيار مطبعة ذات جودة فالجودة أهم من السعر.
وأشار إلى أن 99% من الكتّاب للآن لم يقتنعوا أنهم هم المسوق الأول لكتبهم.
جاء ذلك في محاضرة “كيف تؤلف كتابك الأول”، التي قدمها الحسين الأربعاء 17 أكتوبر 2018 م، في صالة الحوراء بالعوامية بدعوة من اللجنة النسائية لجمعية العوامية لتقديمها، ومثلت المحاضرة عنوان كتابه الأخير ليتناوله بشرح تحفيزي استفاد 83 مشاركًا من المهتمين من الرجال والنساء من تجربته بالتأليف والنشر والتسويق.
وبدأ الحسين المحاضرة بالحديث عن مشواره مع كتابة كتبه ووصول كتابه “كيف أصبح دافوراً؟” ليكون كتابًا مسموعًا، وعلى متن الخطوط السعودية، ومترجمًا باللغة الإنجليزية، ويقرأ على الهواتف الذكية نتيجة سعيه وبحثه خلال معارض الكتب عن أحدث الطرق لعرض الكتاب.
ونوه إلى أن هناك مقولة لجودي بيكوات تقول: “إن بداخل كل منا كتابًا، لكن لا فائدة منه إذا لم يخرج إلى العالم” وكانت ملهمة له ومحل إعجابه.
وعبر الحسين عن تفاجئه بعد صدور كتابه الأول “كيف تصبح دافورا؟” من كثرة السؤال عن كيفية التأليف، فقام بعمل استبيان لعادات القراءة والتأليف أجاب عليه 2000 شخص عربي من مختلف الدول العربية فكان 63% منهم يود تأليف كتاب، بينهم 11-12% يعرفون كيف يؤلفون، و50% لايعرفون كيف يؤلفون كتابًا.
وأكد على أهمية أن يكون الكتاب المؤلف جيدًا يهم القارئ بالدرجة الأولى ولا يستعرض الكاتب نفسه أو اهتمامه بشيء قد لايهم القراء، فإذا أراد الكاتب كتابة تجربته فليكتبها ولكن ليضع القارئ نصب عينه فإذا شعر القارئ باستماتة الكاتب في فائدته سيكون معه وسينهي كتابه للنهاية.
واستعرض خطوات لكل من اراد أن يكون كاتبًا جيدًا وكان منها التفكير ككاتب والصبر الذي استعرض فيه قصة نجاح الكاتبة (جوين رولينج) التي أصبحت أول مؤلفة مليارديرة في التاريخ بعد أن بيع لها 400 مليون نسخة من سلسلتها الشهيرة (هاري بوتر) بعد رفض 12 دارًا نشر كتابها، ووضح أهمية الكتابة والقراءة فالكاتب يكتب ويقرأ، ويحضر دروس في الكتابة، ويفكر ويدون أفكاره، ويخطط قبل أن يكتب، ويراجع كتابته ويبحث عن المعلومات ويسعى للتحسين المستمر.
وتعرض لنظام الكتابة وأكد على أهميتها في ساعات النشاط وتخصيص أوقات ذروة النشاط لكتابة المادة الجديدة وأوقات النشاط المتوسط لتعديل ماكتبته وتحسينه، مع ضرورة تخصيص وقت متواصل للكتابة وبعده أخد قسط من الراحة ليواصل بعده الكتابة المتواصلة ليحصد على أكبر إنتاجية بالابتعاد عن المشتتات التي تضيع الوقت مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمحادثات الجانبية ومشاهدة التلفاز.
وعرض الحسين أهم الموانع النفسية للكتابة وهي الشك في المقدرة والأهلية للكتابة، والخوف من النقد القاسي، والتسويف، وبيّن كيف يتم التخلص منها.
وانتقل لتفصيل خطوات مرحلة التأليف التي تتحول الفكرة فيها لملف في جهاز الحاسب أو ليكون مجموعة أوراق، موضحًا أن الكاتب قد تحصل له حالة حبسة الكاتب والتي تعني عجزًا مؤقتًا ينتاب الكاتب فلا يقوى على كتابة شيء، وأكد على أهمية اختيار موضوع الكتاب وفائدته للقارئ مستشهدًا بقول المؤلف (براين تريسي) الذي ألف 60 كتابًا وقاعدته: “أنا فقط أؤلف الكتب التي أظن أن لها مليون مشترٍ محتمل على الأقل”.
وأثار الحسين انتباه الحضور المهتم لمرحلة النشر والتوزيع التي وضح فيها خطوات النشر التي قد لا يعرفها الكثيرون وحرية الكاتب في اختيار طريق النشر الذاتي أو النشر عبر دار النشر واستعرض أهم نقاط الاختلاف بينها، مشيرًا إلى ضرورة المتابعة مع المصممين والناشرين خطوة بخطوة وعدم المغامرة بالكتاب على حساب السعر الأقل.
ونوه إلى أهمية عملية التسويق بعد نشر الكتاب، مؤكدًا أن نجاح الكتاب لا يعتمد فقط على قيمته الفكرية والعلمية بل يضاف لها مقدار انتشاره، ووضح أن هناك كثير من المؤلفين يحرص على قيمة كتابة ويجهد نفسه في الكتابة ولكنه لا يتعبها في انتشاره وتسويقه.
وأضاف إلى أهمية العنوان والغلاف ووصف الكتاب والأسلوب الجيد والسعر والفئة المستهدفة وتعليقات القراء والمعجبين فكلها عناصر تسوق للكتاب قبل صدوره، وأهمية ترويج الكتاب عبر وسائل التواصل بعد صدوره .
ونصح الحسين من ينوي الكتابة والتأليف بقراءة كتابه كدراسة وليس كقراءة إذا كان له نية جادة بالتأليف مختتمًا محاضرته بالسؤال متى ستؤلف كتابك الأول؟
يُشار إلى أن المؤلف الحسين من منطقة الأحساء له ثلاثة كتب هي كيف أصبح دافورًا؟، والدمية بوبو، وكيف تؤلف كتابك الأول؟، والتي لاقت جميعها رواجًا ضخمًا لدى القراء جعل حصيلة طباعتها ترتفع لـ44 طبعة بواقع 31 طبعة للكتاب الأول و9 طبعات للثاني و4 طبعات للأخير.