العوامية.. الراشد: الخطوبة أفضل دورة تدريبية تمر على الفرد

أوضح الاختصاصي النفسي ناصر الراشد تأثير الخسارة أكبر بالعلاقة الزوجية حين يبدأ الزواج بتقديرات عالية جدًا وبعدها ينخفض بشكل كبير ومفاجئ فيؤدي لاختفاء الحب.

وأكد على اهمية الحفاظ على أسباب الإثارة الأولى، التي كانت سبب ظهور المحبة وتحرك المشاعر ببداية العلاقة بالخطوبة.

وأشار إلى أن مرحلة الخطوبة أفضل دورة تدريبية تمر على الفرد لأنه يتدرب على سلوك جميل فيُظهر فيها أفضل ما لديه، فهو يستطيع إظهار أفضل ما لديه في وقت الخطوبة لكنه يحتاج للاستمرار بذلك حال الزواج.

جاء ذلك في محاضرة “مختلفون ولكن” والتي قدمها الراشد لتسلط الضوء على فن التعامل مع المشكلات الأسرية، حيث نُظمت من قبل اللجنة النسائية لجمعية العوامية وبالتعاون مع مجموعة أصدقاء الصحة النفسية مساء الأحد 15 أكتوبر 2018م في صالة الحوراء بالعوامية وبحضور 57 مشاركًا من الرجال والنساء.

وتناول الراشد بالبداية المسلمات الأربع لتحليل السلوك الإنساني في علم النفس وهي الدوافع وراء كل سلوك واللاشعور الإنساني والسلوك مُتعلم والاتساق والاضطراد، وبيّن أن العمل على هذه المسلمات يستطيع به الفرد التحكم في سلوكه ويستطيع الاختيار، ويمكنه بها تفسير وتعديل سلوكه الإنساني.

وتعرض لمقولة براين تريسي: “إن أحد أهم أسباب حالات الفشل في العلاقات الزوجية يعود بالدرجة الأولى لعدم استعداد الكثير من الأزواج خلال الزواج للاستمرار بالوفاء بما كانوا قد قطعوا على أنفسهم من التزامات قبل الزواج.

وأوضح أن العلاقة الزوجية يفترض أن تقوم على الفضل والإحسان ولا تتوقف عند توقف الطرف الآخر عن العطاء، وأن العلاقة سوف تكون أسهل مع شريك حياة لديه رغبة في إنجاح العلاقة الزوجية.

وعرض الراشد بعض الحالات للمشاكل الزوجية التي كان بعضها بسيطًا، لكنها أخذت مدى واسعًا للمشكلات الزوجية عند أصحابها، وبين فيها أن بعض المواقف تنشط خبرة من الإحباطات بالعلاقة.

وعرّف المشكلات الزوجية على أنها موقف لا نستطيع القيام فيه باستجابة مناسبة أو عقبة تحول بيننا وبين تحقيق الهدف والرضا والاستقرار الزوجي، وأضاف أنه أحيانًا سوء الاستجابة قد تكون سببًا لظهور مشكلة فتكون بمثابة البذرة لتكوين المشاكل.

واستعرض أسباب ظهور المشكلات الزوجية عبر المدارس البنائية والاجتماعية والسلوكية، موضحًا أن الأزواج السعداء والأزواج غير السعداء يتعرضون لنفس المشاكل لكن الفارق هو في طريقة التعامل معها.

وأوصى الراشد بالالتفات للمساحات المهملة في العلاقة الزوجية بسبب طبيعة الإنسان الجزئية والتركيزية لأنها قد تكون سببًا خفيًا لظهور المشكلات، وأشار إلى إمكانية كتابة كل طرف من الزوجين احتياجاته من الآخر لأنه ليس من الضروري أن يكون لدى الآخر عصا سحرية ليتعرف احتياجاته الحقيقية من الآخر.

وأضاف أن اكتشاف هذه المساحات المهملة التي لم يكتشفها خلال العلاقة الزوجية ولم تُشبع، هي فرصة لتكوين إضافة جديدة على العلاقة الزوجية.

وتعرض لخماسية جوتمان الموصوفة بمسرطنات العلاقة الزوجية وهي المستوى العام للغضب، والصراع، والسلوك الدفاعي، والشكوى والانسحاب، والانتقاد.

واختتم المحاضرة بعرض توكيدات إيجابية والقاعدة الذهبية للعلاقة الزوجية وهي؛ يجب أن أقدم أفضل ما لدي لصالح علاقتنا الزوجية، مع طرح خطوات حل المشكلات.


error: المحتوي محمي