العناد يكون في مرحلة عمرية يمر بها الإنسان أثناء نشأته، ويعتبر سلوكًا طبيعيًا بل وضروري لحصول الإنسان على استقلاليته والشعور بذاته، كيف؟
عندما يولد الطفل وحتى بلوغه السنة أو أكثر من العمر يكون ليس لديه ذات وذاته وكيانه هي أمه، وعند مشارفته على السنة الثانية يكتشف أنه إنسان مستقل عن أمه، لذا يحتاج إلى لغة يعبر بها عن نفسه فيستخدم لغة العناد كي يوصل فكره للأم بأنه مستقل ويمكنه أن يفعل بعض الأمور بنفسه دون مساعدتها لذا فعلى الأم هنا إلا ترسخ عناده بعنادها وإصرارها على مواقفها وإنما تعطيه مساحة من الحرية البسيطة كي يخوض بعض التجارب ويعتمد على نفسه وإلا إذا روضته على الطاعة أصبح إنسانًا اتكاليًا معتمدًا كليًا على الأم وهذا أساس بناء الشخصية الضعيفة.
إذن العناد شيء إيجابي ودليل على صحة نفسية الطفل، والأم التي وصل طفلها عمر السنتين ولم تره يعاند؛ الأفضل لها استشارة اختصاصي نفسي.
إذن…
العناد صفة حسنة عند الطفل، ودليل على قوة شخصيته، ومن الطبيعي أن يمر كل طفل بالعناد بعد وصوله السنة الثانية، للحصول على استقلاليته والانتقال من مرحلة الاعتماد الكلي على والديه إلى الاعتماد على ذاته. وغالبًا ما يجد عنادًا مضادًا من أحد والديه خوفًا عليه، وهنا يكون أمام الطفل خياران:
1- إما الاستسلام: والاستمرار على الاعتماد على الغير، ومن هنا يبدأ ضعف شخصيتة، وقد يصاب بالخجل، والانطوائية، والجبن أو العنف، وفي هذه الحالات ينبغي للوالدين الاستعانة بالمعالج النفسي.
2- أو العناد: وهي صفة لقوة الشخصية، والذكاء، وإن أصر الأهل في مقاومتهم لعناد طفلهم فقد يتحول عناده إلى تمرد، وعصيان وخروج على المبادئ والقيم المتعارف عليها، وقد يصاب بمشاكل نفسية.
خطوات لعلاج العناد:
1- تفهم أن العناد حسن وليس سيئًا، وأنه مؤقت وإن لم تواجهه فسيتلاشى.
2- أقنع طفلك بما تطلب منه، واسمح له أن يعبر عن رأيه بحرية مطلقة، فقد لا يقبل كل شيء إلا إذا أقنعته، فكلما كانت توجيهاتك منطقية في رأيه زادت طاعته.
3- عبر عن حبك لولدك، فكلما أشعرته بحبك زادت طاعته لك.
4- لا تحكم على طفلك بأنه عنيد، لا يسمع الكلام.. إلخ.
5- عندما تطلب من طفلك شيئًا، توقع منه طاعتك.
6- تجاهل عناد طفلك واصرف انتباهه بأي شيء آخر، واعط اهتمامًا كبيرًا لطاعته.
7- امدح طفلك في كل مرة يستجيب فيها لطلبك، واشكره، وكافئه.
8- احك له قصة، وانتقد فيها التصرفات السلبية، وامتدح السلوكيات الإيجابية، واشرح فيها أسباب توجيهاتك، وسيكتشف أخطاءه ويصلحها.
9- اذكر آية أو حديثًا أو أثرًا واشرحه، وذكر الطفل بالعواقب الوخيمة لعناده.
وهنيئا لنا بكل ولدٍ يعارضنا في صغره، لأنه سيعارض أي فكرة أو سلوك خاطئ يُفرض عليه من الآخرين في كِبره، ومستقبلًا لن يقبل سيجارة تهدى له وسيرفض أي نوعٍ من المخدرات تعطى له، وهذا الطفل قد يصبح قائدًا في المستقبل ويرفض أن ينقاد.
أيتها الأم الغالية…
ابتسمي تمتصي العناد وتهدئي.. فالعناد تطفئه ابتسامتك الجميلة التي تخترق قلب صغيرك وتشعره بحبك وتغنيه عن العناد…
غيري نبرة كلامك من أسلوب الأوامر إلى لغه الحوار الهادئ حتى يستجيب طفلك واستخدمي أسلوب تحويل السلوك بدل بتره بالغضب…
ابحثي عن حسنات طفلك بالمجهر وامدحيها… امدحي شكله.. نظافته.. خلقته.. عيونه.. شعره.. فهذا إبداع الله قد تجلى في صغيرك.. انظري إليه على أنه نعمة يجب أن تصان لأن غيرك من هو محروم منها ويتمناها…
باختصار غيري نظرتك ومفاهيمك السلبية عن طفلك… يتغير سلوكه…
تحية وتقدير لكل أم تحب أن تتعلم وتطور نفسها في مجال التربية لإنشاء جيل سوي بذوات عالية وشخصيات قوية نافعة لنفسها ومجتمعها.