أوضح الاختصاصي النفسي في مستشفى القطيف المركزي زكريا المادح أن 70% من المرضى النفسيين المراجعين للعيادات النفسية بمركزي القطيف، يلجأون للعلاج النفسي نتيجة لوعيهم بإصابتهم بالمرض، عبر طلب التحويل من المراكز الصحية الأولية، بينما 30% منهم غير مدرك لإصابته بالمرض ويحول للعيادة لتلقي العلاج من الإسعاف بعد إصابته بعارض صحي.
جاء ذلك في حديثه لـ «القطيف اليوم»، خلال احتفاء مستشفى القطيف المركزي باليوم العالمي للصحة النفسية، والمنظم من قسمي الصحة النفسية والتثقيف الصحي بالمستشفى، تحت شعار “الشباب والصحة النفسية في عالم متغير”، يوم الأربعاء 10 أكتوبر 2018م.
وشهدت الفعالية، التي حضرها 500 شخص من موظفي وزوار المستشفى، التثقيف بأهمية الصحة النفسية لجميع الأعمار، مع التركيز على فئة الشباب، والتوعية بأضرار الأمراض النفسية وطرق علاجها الدوائية أو بالعلاج السلوكي المعرفي، بالإضافة إلى توزيع المطويات التثقيفية التي تعرف بالأمراض التي يصاب بها الأطفال والشباب والمسنين.
وأشاد الاختصاصي النفسي زكريا المادح بزيادة الوعي والتثقيف بين الناس في مجال الصحة النفسية التي كانت شبه معدومة سابقًا، وعزا ذلك إلى القيام بالحملات التوعوية من المستشفيات والمراكز الصحية، وكذلك إقامة الفعاليات والمحاضرات والدورات من الجهات المختصة في الجهات الصحية أو اللجان الاجتماعية، مع انتشار قنوات التواصل الاجتماعي والزيارات التثقيفية في المدارس.
وبيَّن “المادح” أساليب العلاج التي تتعدد بين؛ الفردي، والجماعي التي تكون في علاج المشاكل الزوجية، والعائلية، وكذلك في جمع أكثر من حالة لنفس المرض لا يعرفون بعضهم، ليستفيدوا من تجارب بعضهم البعض، وعمل حالة من التفريغ النفسي بالمشاركة في الحديث.
وأكد أنه لا يوجد إنسان خالٍ من اضطراب نفسي 100%، إذ يكون لدى الجميع ويظهر بصورة حديث مع النفس يؤدي لقلق وتوتر ولو بصورة بسيطة، أو ورود أفكار لاعقلانية، سرعان ما يتغلب عليها بناءً على درجة وعيه النفسي.
واعتبر مرض القلق والاكتئاب من أكثر الأمراض انتشارًا بين الناس، وذلك نتيجة لتسارع وتغيير نمط الحياة المعيشة، بالإضافة إلى أسباب مادية، ووراثية، وبيولوجية، واجتماعية، مؤكدًا أنه يتم علاج أغلبها من قبل الاختصاصي النفسي بالعلاج المعرفي وجلسات الاسترخاء.
وتحدث “المادح” عن الأمراض النفسجسمية التي تظهر بمرض عضوي من منشئ نفسي، حيث تحول لهم من العيادات التخصصية بعد تلقي العلاج اللازم من الطبيب المختص، أو حالات خاصة في الإسعاف تحول للعيادة النفسية، وتكون بالأخص لدى عندهم مشاكل أسرية.
من جانبها، قالت رئيس قسم الصحة النفسية بالمستشفى واستشارية الطب النفسي سارة العميري لـ «القطيف اليوم»: “أتى اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام على فئة الشباب، لتسليط الضوء على الصعوبات التي تواجه الشباب في ظل التغيرات السريعة في المجتمع، مع بيان المشاكل التي تواجه اليافعين والشباب وتؤثر على صحتهم النفسية والجسمية وهي؛ التنمر في المدرسة والجامعة، وتأثير الألعاب الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامها”.
وبيَّنت “العميري” الخدمات التي يقدمها المستشفى، عبر إدارة قسم متكامل من عيادات الطب النفسي يقدمها أطباء واختصاصيون نفسيون وكوادر طبية، تقدم العلاج بعدة طرق عبر حضور المريض سواء كان بتحويل من مركز صحي أو إسعاف المستشفى.
وأوضحت أن العلاج يقدم وفق حالته المرضية سواء كان؛ معرفيًا سلوكيًا، مع عمل المقاييس الخاصة لبعض الأمراض أو مقاييس الذكاء، أو دوائيًا، مستثنية التنويم لبعض الأمراض، حيث يحول إلى مستشفى الأمل للصحة النفسية بالدمام.
يشار إلى أن مركزي القطيف سيكمل الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية، يومي الخميس والجمعة 11 – 12 أكتوبر، في مجمع سيتي مول بالقطيف، عبر أركان توعوية وتثقيفية.