استهوى عالم البحار فيصل القناص، باستخراج ما يخفي قاعه من كائنات وكنوز مرجانية، والعمل على تحنيطها وعرضها كمجموعة من المحنطات الحيوانية البحرية، ما بين أسماك وسلحفاة وشعب مرجانية، أكبرها حوت يصل طوله إلى 14 مترًا وعرضه إلى 5 أمتار، مفسرًا حالة استغراب المشاهد وتساؤله عن أصل المعروضات، وما تكون، وكيف تم الحصول عليها، والهدف من عرضها.
وتحدث فيصل محمد القناص لـ«القطيف اليوم»، عن متحفه الدائم القائم في مربط القناص للخيل العربية بأم الساهك، بالشراكة مع وكالة الثروة السمكية التابعة لوزارة البيئة والمياه والزراعة فرع الجبيل، كونه أحد العاملين فيها، حيث بدأ في جمع المحنطات البحرية، وأدوات ولوازم الصيد، منذ عام 1421هـ، بعد أن وجدها نوعًا من التعريف بعالم البحار الغائب عن الكثير من الناس، وحفظها بصورة علمية دائمة، مع دعم الجهة التي يعمل فيها.
وذكر “القناص” أن الهيكل العظمي لحوت البالين هو أكبر ما لديه من محنطات، ويُعد ثاني أكبر الحيتان حجمًا بعد الحوت الأزرق، مبينًا أنه وجده نافقًا في منطقة رأس الخير بالمنطقة الشرقية عام 1428هـ، وتركه في مكانه لمدة ثلاث سنوات، ليأخذه بعد أن تحلل، بعدها قام بتحنيطه بمادة الفورمالين.
وأوضح أن نفوق الحيتان على السواحل المحلية يكون بعد أن تدخل الخليج العربي بشكل زوجي، من المحيط الهندي، عبر خليج عُمان، وعند تعرض أحدها للموت يلجأ الزوج الثاني إلى الانتحار.
وشمل متحف “القناص” العديد من الكائنات المحنطة من عدة أنواع من الأسماك، مثل الثعبان البحري، واللخمة، وسمك القرش، مع وجود السلحفاة منذ ثمانية أشهر، والدلفين من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى أنواع شتى من الشعب المرجانية، التي يحصل على أكثرها من منطقة “جنا” التي تشتهر بالشعب المرجانية على ساحل الخليج العربي، والطيور البحرية كاللوهة والنورس.
وأكد أن أدوات الصيد البحري لم تغب عن متحفه، حيث ركز على اقتناء القديم منها والحديث، بما فيها القراقير، وشباك الصيد والأدوات المرافقة الخاصة بها، لتعطي المشاهد حالة من المقارنة بينها وبين الحديث وكيف تطورت على مر الزمن.
وبيَّن أنه يعمل على تحنيط الحيوانات مع فريق من إخوته، حيث يشبع جسمها بمادة الفورمالين، ثم يعرضها للشمس لعدة أيام، ثم يرشها بالورنيش للمحافظة على صلابتها، منوهًا بأن هذه العملية تتجدد لكل منها بعد سنة.
وأشار إلى مشاركته في عدة مناسبات ومهرجانات وطنية، منها؛ مدارس أم الساهك، وصفوى، والدمام، وكذلك أربع مشاركات في مهرجان الجنادرية، ومهرجانات الجبيل، وأم الساهك، آخرها مهرجان احتفال بلدية محافظة القطيف باليوم الوطني 88، في بلدة أم الساهك، برعاية محافظة القطيف، يوم الأحد 14 محرم 1440هـ.