إلى سائقي العوامية مع خالص الامتنان

ما إن جلست المرأة السعودية خلف المقود إلا استبشرت فرحًا وسرورًا بهذا التغيير الذي أحدث نقلة كبرى في حياتها، فخرجت من إطارها القديم وأصبحت (سوبر ماما) وأضافت إلى مهماتها مهمة جديدة تحاول أن تبدع فيها كعادتها.

والمرأة في منطقة العوامية كغيرها من النساء قادت السيارة والخوف يقيدها شيئًا ما فحاربت الخوف بداخلها كما حاربت الفكر التقليدي سابقًا الذي يحدّ من انطلاقتها الرائدة في شتى المجالات.

فأضحت كريح هادئة وحركت معها جنودًا أحاطوها برفق حرصًا على حمايتها وسلامتها من الحوادث.

فالأب يوجه ويسدد خطاها حتى تمسك المقود بشكل جيد والزوج يرسل الرسائل الإيجابية التي تدفعها قُدمًا للأمام، وقد تميزت أخلاق السائق في العوامية بالشهامة والنجدة كما هو الرجل العربي الأصيل فهو بسيارته خلفها لا يزعجها بضرب النداءات، أو يتعداها مسرعًا بل يظل صابرًا يعطيها فرصتها في المرور بسلام. ويقدم لها هذه الوقفة بشهامة وحب فهي ابنته أو أخته أو أمه.

وتظل الشوارع مقفلة إلا بيد ذلك الرجل الذي يسهل فتحها للمرأة التي لا يعرف عنها شيئًا غير أنها ابنة بلده وواجبه يفرض عليه احترامها ومساعدتها في وقت الحاجة.

من جهة أخرى، هو يجلس بجانبها ويوجهها ويعلمها أصول القيادة؛ يقتطع جزءًا من وقته كل يوم لتدريبها وتعليمها، فنعم الرجل ذلك الذي يحيط أخته وزوجته وابنته برعايته واهتمامه ويشدّ على يديها بحب، أن تقدمي للأمام شيئًا فشيء سوف تقودين سيارتك بمفردك، ولا مكان للمحبطين الذين يكسرون مجاديف المحاولات حتى إن كانت خاسرة لأنها يومًا ما ستتحول لإنجاز يفخر به صاحبه.


error: المحتوي محمي