كثيرًا ما أسمع الآخرين يتمنون الموت؛ أحدهم يتمنى الموت لأنه فقد حبيبًا، وآخر لم يحصل على ما يريده من مال أو جاه أو منصب، وآخرون يريدون الموت لأسباب كثيرة، وهناك من يريد الموت شوقًا للقاء الله.
ربما تقسو الحياة ونفقد من نحب ونهان ونتألم ونتعرض لأصعب البلاء أو ربما نعيش حياة مليئة بالمشكلات، ربما نُظلم ويسرق حقنا، ربما لم نتزوج ولم ننجب ولم نشف وأشياء أخرى نطلبها كـ بشر؛ لكنني أتساءل: ماذا بعد الموت؟
أو ما الشيء الذي نظن أنه سيحصل إن فارقنا الحياة: هل عملنا لآخرتنا؟
هل نضمن دخول الجنة؟
هل سنتجاوز السراط بيسر؟
هل وألف هل ولا يوجد من يستطيع الإجابة بثقة إلا من أراد الموت شوقًا للقاء ربه.
ما أريد قوله: لا تتمنوا الموت وأنتم لا تعون حقيقة العذاب الذي يليه ووسعو آفاقكم فليس ما تظنونه بلاءً هو البلاء إنما البلاء خسارة الله وما دونه ليس إلا تسليةً للمؤمن فبما تطلقون عليه اسم بلاء يتقرب به المؤمن لربه فيقوي الصلة ويصل لحقائق نورانية تعزله عمن دونه من البشر.
نحن لسنا بحاجة لهذه الأمور الدنيوية إنما نحن بحاجة إلى نور إلهي يستقر في قلوبنا فيضيؤها لتصل لبعض مراحل التكامل الروحي، ونحن في هذه الدنيا عابرو سبيل وسنتبرى مما يغمنا ويجعلنا يائسين في هذه الدنيا وذلك عندما نقف بين يدي الله ولن نفكر إلا في خلاص أنفسنا يومها، باختصار فلنفكر بخلاص أنفسنا من النار قبل أن نقف بين يدي الله ونحاول أن نكسب رضاه عندها لن ينفعنا محاولة أرضائه – سبحانه – فقد فات الأوان ما دمنا على قيد الحياة لنعش لنرضي الله.
اللهم اهدنا ويسر أمورنا ونور دروبنا لنعلم أن ما يحزننا في هذه الدنيا ليس إلا بلاء نؤجر عليه ونثاب إن شكرنا وصبرنا.