من المؤسس نستلهم أن لا مستحيل

نحن نحتفل بالذكرى الـ88 لتوحيد المملكة عام 1932 بعد فترة عصيبة قامت فيها عدة حروب منذ عام 1902 أي أن المعارك استمرت 30 عاما حتى تم توحيد المملكة على يد الإمام عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود وبعدها أصبح ملكا للمملكة العربية السعودية الجديدة، وبذل الملك عبد العزيز ـــ رحمه الله ـــ جهدا كبيرا حتى يدعم ويقوي الوطن.

ومن هنا نستلهم الإصرار والعزيمة اللذين توسم بهما الملك المؤسس من خلال قيادته لفريق يتكون من 40 إلى 60 شخصا وبتسليح قليل جدا لاستعادة حكم أجداده ولم يقف عند استعادة الرياض ونجد منطقة حكم الأجداد، بل أصر على توسيع الرقعة الجغرافية من منطقة إلى أخرى وصولا لتوحيد الجزيرة العربية ككيان سمي “المملكة العربية السعودية”.

لم تمنعه التحديات من الاستمرار بكل عزيمة على تحقيق حلمه، تخيلوا كيانا أكبر من أوروبا الغربية تتنقل فيه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بكل أمان وأريحية وتلك نعمة الأمن التي يتسم بها وطننا من عهد المؤسس الملك عبد العزيز وصولا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ـــ حفظه الله ـــ ووفقه بالرفقة المخلصة لقيادة هذا الوطن إلى ما نتمناه ونحلم به كمواطنين. ومن الموضوعات التي اهتمت بها الدولة ارتفاع نسبة البطالة وعملت وتعمل واجتهدت من خلال الاستفادة بأفضل القيادات لمواجهته. ومن الأمثلة: هل تتخيلوا مواطنا يحمل درجة الدكتوراة في مجال علم السموم من جامعة أمريكية معترف بها لدى وزارة التعليم، وهو علم يهتم بدراسة التأثيرات الضارة للعوامل الكيميائية البيولوجية، والفيزيائية في الأنظمة الحيوية، وكذلك يركز على معرفة الطريقة التي تحدِث بها هذه العوامل الأثر السام في الكائنات الحية والإنسان حتى يتم تحديد مقدار الضرر الممكن حدوثه وتحديد الطرق الوقائية لتجنب الآثار السامة؛ ويساعد علم السموم كذلك على إيجاد الطرق العلاجية في حالة التسمم الناتج عن التعرض للعوامل الضارة التي تعرف بخطورتها على صحة البيئة والكائنات الحية، يبحث عن فرصة تتواءم مع قدراته. ونحن نستلهم ذكرى مرحلة التأسيس والدروس المستفادة منها حري بِنا التعلم من مؤسس هذا الكيان الذي لم يعرف للمستحيل دربا، ونتعلم من ملكنا سلمان العزم، ونبادر بطريقة مختلفة تقودها إمارات المناطق كمشاريع خلال مدة محددة لا تتعدى السنة تحدد بالتفصيل الباحثين عن العمل والفرص المشغولة بغير سعوديين في القطاعات والشركات الحكومية وشبه الحكومية، والمطلوب من تأهيل للباحثين عن العمل بما يشمل المدة والآلية، على أن ينفذ ذلك التأهيل بتمويل من صندوق الموارد البشرية، وبذلك نحقق ما نتمناه من مشاركة القطاع الخاص في مسؤوليته الاجتماعية. أميرنا الشاب ولي عهدنا يقود التغيير، والأمل فيه كبير أن تكون مواجهة التحدي بطرق غير التي عهدناها. طرق ابتكارية تتحلى بالعزم والإصرار. وطننا فيه نعم لا تحصى وأكبرها نعمة الأمن والأمان وكل عام ومملكتنا الحبيبة بألف خير وازدهار.

سلمان بن محمد الجشي
كاتب رأي – صحيفة الاقتصادية


error: المحتوي محمي