إنها من الصدف المثيرة التي يجتمع فيها رجلان ينتظران دورهما لدى القاضي لإجراء المرافعات الأولية قبل أن يحكم في قضيتيهما…
تأخر القاضي لسبب ما؛ فكانت فرصة لهما ليتبادلان الحديث ويتحدث كل منهما مع الآخر بحرقة عن دعوته، وبما أنهما مدعيان وليس مدعى عليهما؛ أعطتهما الشجاعة الكافية فرصة لتبادل الحديث وإن كان على خجل…
فسأل الأول؛ ما هي دعواك؟
أجاب: تزوجت امرأة مطلقة وبعد مدة من العيش المشترك على الحلوة والمرة طلبت مني أن أنقل ملكية أرض أملكها إلى ملكيتها لكي تستطيع أن تحصل على قرض عقاري، وقد استجبت إلى طلبها.. لم يفصح الرجل عن تفاصيل أكثر بل أضاف أنه أيضًا قدم على قرض بنكي إضافي باسمه لكي تكتمل البناية…
وبعد أن اكتمل المشروع طلبت الطلاق، ولم يفصح الرجل عن نوع الطلاق؛ هل طلاق خلع أم فسخ عقد نكاح؟ وهل حصلت على الطلاق أم لا؟…
الرجل يسمع، فقال له وما هي دعواك؟
قال أريد حقي المسلوب بالخديعة من تلك الزوجة الماكرة.
ما زال القاضي متأخرًا، فقال الرجل الثاني للآخر: أنا قضيتي تشبه قضيتك في المحتوى ولكن تختلف في التفاصيل ولم يذكر له أي تفاصيل عن دعواه، ولكنه ذكر وجود مكر وخديعة من زوجته…
فقال له وما دعواك؟
قال أريد حقي المسلوب من تلك الزوجة المخادعة.
فأخد كل واحد يلوم الآخر على الثقة العمياء في القريب والبعيد… وأن الإفراط بالثقة في الآخرين هو نوع من السذاجة….. إلخ.
نستفيد من القصة الحقيقية الآتي:
كن حذرًا في تعاملك مع الآخرين، فقد يأتي ما لا تتوقعه من أقرب المقربين….
الناس أنواع ثلاثة: ناس كالهواء لا يمكن الاستغناء عنهم أبدًا وناس كالدواء نحتاج إليهم أحيانًا، وناس كالداء لا نرغب في وجودهم أبدًا…
ثق بالآخرين، لكن لا تجعلها ثقة مطلقة وعمياء وبسذاجة….
أمر طبيعي أن يطعنك أحدهم في ظهرك إن كنت في المقدّمة، لكن الصدمة أن تلتفت فتجده أقرب الناس إليك…
من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن….
ليس كل وجع انكسار ونهاية، ربما كان الوجع نقطو نهاية، فأحيانًا نحتاج إلى صفعة قوية ومؤلمة لنستيقظ من سذاجتنا….
الإفراط في الثقة بالآخرين مجلبة للخطر….
كفانا الله وإياكم من المماذقة.