يلتصق أريج الزهرة باليد التي تقدمها وطريقة العطاء تساوي أكثر من العطاء نفسه، وهناك مقولة للإمام علي (عليه السلام): “العطاء ما كان ابتداء، فأما ما كان عن مسألة فحياء وتدمم”.
لقد جاد هذا الإنسان بكليته.
نعم هذا ما قام به أبوعباس فاضل الدهان والذي له من اسمه نصيب من الكرم والفضل والشجاعة.
أبوعباس ليس مثل أغلب الناس يقولون ما يعتقدون به، بينما الشجعان مثله يعتقدون بكل ما يقولون”.
نعم أعطى هذا الرجل العظيم تعريفًا عمليًا للتضحية والجود والإيثار.
كرم منك وجميل ووفاء أن تعطي قريبك ما يعز عليك من جسدك للبقاء على قيد الحياة ولكن ماذا تقول عندما يكون “المنقذ” لا يعرف من وهب وأعطى ولا من أي منطقة ولا من أي وطن.
تلك هي بهجة الحياة؛ أن تكرس نفسك لمُثُل عليا وأهداف نبيلة.
وللقصة بقية.
خرج رجل مصاب بمرض الزهايمر إلى التيه في شهر رمضان من العام 1438 هجرية، ولم يعد الرجل إلى أهله، ناشدت العائلة الناس وطلبت منهم راجية البحث عنه ولمن يرشدهم إليه، احتار الجميع متسائلين من أين تبدأ رحلة البحث عن رجل مريض؟
وصل الخبر إلى أبوعباس وفي اليوم التالي بدأ مع مجموعة من الزملاء التفتيش والبحث عن الرجل الغائب، واستمرت العملية طيلة الشهر الفضيل وفي درجة حرارة عالية وفي مناطق نائية وطوى المنطقة حتى وجد ضالته وسط ذهول الجميع كيف وأين وجده؟!
وهل نسيتم طلب أبوعباس في المساهمة بتوسيع مساحات المقابر ليرقد الأموات باطمئنان وسلام.
صمت الجميع وقام بمحاولة التنظيم والتنسيق بنفسه أسبوعيًا طوال العام وأسس “لجنة كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”. كم أنت عظيمًا يا أبا عباس على ما قمت به من أعمال الخير والعطاء للناس والوطن، إن كل ابتسامة ترتسم على وجه كل فقير يسر الله لها ويجازي مسببيها ألف جزاء وإحسان.
نعم “تأتي على قدر الكرام المكارم”، ومن جاد ساد، قال تعالى: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.