ربما شاهد الناس عمليات إجهاض الأرحام التي نتج عنها قتل روح لا ذنب لها، لكني شاهدت بنفسي محاولة إجهاض رحم للفكر الأكاديمي في منابر الإمام الحسين (ع).
في الوقت الحاضر علماء منطقة القطيف شاركوا بالجديد في المنبر الحسيني تكملة إلى من سبقوهم ورحلوا عنا من رواد المنبر الحسيني. فعلوم آل محمد تمتاز بالقوة والصلابة في الساحة العلمية لكن طريقة البحث المنهجي والأداء الإداري والتوسعة الأكاديمية في طرح البحوث المتميزة بصلابة القوة إضافة إلى التسلسل المشوق وسهولة الفهم إلى الجمهور كانت عاملًا مهمًا في تطوير المنبر الحسيني.
سماحة الشيخ العلامة محمد العبيدان أعاد حرث المزرعة الأكاديمية لتكون خصبة في تجذير نمو الفكر العلمي المليء بالنشاط الثقافي بأسلوب أكاديمي مدعم بفرضيات ونظريات بحثية؛ فليست مبالغة فقد اختص هذا الرجل العملاق بنظريات بحثية تنسب إليه. حيث إن سماحة العلامة ربما أصدر قرار تجميد مشاركته ومساهمته في المنبر الحسيني فنحن نقول ربما لا نجد البديل -(مع الاحترام لجميع الخطباء)- الذي يكمل أطروحتكم البحثية في الخط الممنهج العلمي من رفع الأداء والطريقة البحثية الأكاديمية.
فسماحة العلامة تمتع بدائرة واسعة من الجمهور حول محاضراته المتميزة؛ مما أتاح له الحيز في البروز على المنطقة بكفاءة علمية وفكرية، بالإضافة إلى كفاءته الفقهية فقرار اعتزال سماحة الشيخ سوف يخلق فجوة كبيرة لن يكون سهلًا إقفالها أو من شخص يحل محله.
فالجمهور والشباب المثقف كان يبحث عن الماء العذب الذي يرتشفون منه ويبحثون عن منهج يقربهم إلى الفكر العقائدي بطريقة منسجمة مع المنطق والمعرفة الصحيحة.
فالشباب المثقف قد أصابه خوف وقلقل من اتخاذ قراركم بالاعتزال عن المنبر الحسيني، ونتمنى من سماحة الشيخ نزع الفتيلة وقطع زيت الاشتعال عنها، المدسوسة من أشخاص لا يقدرون عطاءكم وجهدكم في هذا المنبر العظيم.