لا شك أن الإنسان يسعد لسماع إعلاء كلمة الله من مكبرات الصوت في المساجد وقت الأذان الذي يذكّره بموعد الصلاة، ولكن لا ينبغي لنا استعمالها للنيل من راحة الناس بصدى سماعاتها الخارجية ليلًا ونهارًا من دون ضوابط.
الجهود المبذولة من القائمين على المآتم الحسينية وكذلك أصحاب المنازل التي يوجد فيها قراءة هي محل تقدير الجميع في المجتمع، لكنه ينبغي عليهم الانتباه عند استخدامهم للميكروفونات وأجهزة صدى الأصوات، حيث يجب أن يكون الصوت ضمن حدود المأتم، أما السماعات الخارجية فيفضّل أن تكون للمآتم الرئيسية في البلد والتي تكون القراءة فيها في وقت مبكّر، لذا فالأفضل بالنسبة للقراءات الليلية المتأخرة أن تُستخدم فيها السماعات الداخلية فقط، لكي لا يكون هناك إزعاج للآخرين بسبب استخدام السماعات الخارجية.
إن المكرفونات أو مكبرات الصوت تستخدم عادة في الساحات وبين المجموعات الكبيرة من البشر، والتي لا يستطيع الإنسان المتحدث أمام هؤلاء الناس إيصال صوته بالطريقة الاعتيادية ليسمعه جميع الحاضرين، لذلك فهو مجبر على استخدام مكبرات الصوت لإيصال صوته للجميع، لكنها أصبحت اليوم وسيلة إزعاج للصغير والكبير والطفل الرضيع في مجتمعاتنا!
استخدام مكبرات الصوت الداخلية والخارجية بين أربعة جدران وإلى عدد محدود من الناس وبأعلى درجة من الصوت والصدى، فهذا عمل مبالغ فيه ويحتاج إلى إعادة نظر من القائمين على المكان، وذلك احترامًا لمشاعر الجيران وكذلك الناس القريبين من المكان، فهناك المريض والعجوز والطفل الرضيع الذين يحتاجون للهدوء لكي ينعموا بالراحة داخل منازلهم.
نتمنى من القائمين على المآتم الحسينية أن يتحملوا المسؤولية في استخدامهم لمكبرات الصوت بالشكل الصحيح في المساجد والحسينيات وفي بعض المنازل، وأن يكون الصوت موجهًا للناس الموجودين داخل المكان فقط ويكون هادئًا وضمن حدود المأتم، وألا يكون سببًا لإزعاج الآخرين في الخارج.
ولا نعتقد أن الأصوات الصاخبة التي تنشرها الميكروفونات الخارجية في دور العبادة بين الأحياء سوف تزيل الكثير من الأمراض الاجتماعية التي تنتشر في المجتمع مثل الغيبة والنميمة وغيرها، والتي حتى صلاة يوم الجمعة التي يصطف الناس لأدائها في المساجد المنتشرة بين الأحياء لم تستطع إزالتها، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.
خلاصة الكلام هي: أن الإمام الحسين (ع) لم يخرج أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سمعةً، وإنما خرج لطلب الإصلاح في أمة جده، فحري بِنَا أن نعي رسالة الإمام الحسين (ع).