ذكر الاختصاصي النفسي ناصر الراشد أن كل موقف سلبي يحتاج إلى 4 مواقف إيجابية لمحوه، فكلما كانت ذاكرة العلاقة الزوجية ممتلئة بالخبرات الإيجابية كانت العلاقة أفضل.
واستشهد “الراشد” بمقولة جيمس ويليام وهي أن العقل البشري يميل لتعميم السلبيات، فمن موقف بسيط ربما تُهدم علاقة ذات سنوات كثيرة نتيجة التعميم، والخبر الجميل عادةً لا ينتشر بعكس الخبر السيئ.
وشدد على ضرورة محاولة التركيز على إيجابيات العلاقة الزوجية، وعدم الذهاب لدائرة السلبيات، والخروج منها لدائرة إيجابيات وتذكر مواقفها.
جاء ذلك في المحاضرة التي قدمها “الراشد” بعنوان “سيمفونية الحياة الزوجية”، والتي أقامتها اللجنة النسائية التابعة لجمعية العوامية الخيرية بالتعاون مع مجموعة أصدقاء الصحة النفسية، وذلك في صالة الحوراء، بحضور 32 رجلًا وسيدة.
وبدأ الاختصاصي النفسي محاضرته بذكر بعض الدراسات التي تخص السعادة، حيث توصل لنتيجة أن أقصى حالات الرضا يستطيع الإنسان تحقيقها بعلاقة زوجية ناجحة، وأن بعض الخبراء والفلسفة قالوا إن السعيد في الحياة الزوجية سعيد في كل شيء، وإن كل خلل بالحياة الزوجية ينعكس على جوانب حياته المختلفة.
وتطرق “الراشد” لمعنى السكن والمودة والرحمة، وبيَّن أنه حين تختفي الرحمة في العلاقة، فإنها تدخل في دائرة الخطر لأن الرحمة من مميزاتها تلطيف الاندفاعات والعواطف والسلوك، حيث تضبط السلوك الإنساني المضر بل توقفه.
وأوضح أن ينبوع السعادة النفسية هو معرفة الشخص لنفسه واكتشافها ووضع تفسير مناسب لسلوكه، بالإضافة لمعرفة الطرف الآخر، وحذر من استدعاء الخبرات المشوهة لأنها تؤثر كثيرًا في العلاقة الزوجية.
وكشف عن السبب الحقيقي للمشاكل الزوجية وهو التوقعات، حين تُرسم صورة عن الزواج، وتكون غير متطابقة مع الواقع، فيقع فيها الفرد بحفرة الإحباط.
وأشار إلى القاعدة الذهبية في العلاقة الزوجية، وهي أن السعادة الزوجية نتاج جهد من الزوجين عبر الرعاية والاهتمام والمشاركة.
واستعرض “الراشد” طريقة إدارة الانطباعات مع رحلة البحث عن العنصر الناقص والضار، والتي نبه فيها لأهمية المبادرة وضرورة الاستجابة بمشاركة الطرف الآخر المبادرة حتى لا تكون مختصة بطرف واحد، مبينًا أن السلوك الإنساني ينطفئ إذا لم يعزز.
وأكد أهمية الاهتمام بالطرف الآخر لأن قتل العلاقات يبدأ بعدم الاهتمام، مشيرًا لأهمية المساندة الانفعالية (التعاطف) في بعض المواقف، وتجنب إلقاء اللوم بدلًا من التعاطف مع الطرف الآخر.
وفسر “الراشد” أهمية تقنية الـ30 ثانية، والتي تقضي باحتضان الزوجين لبعضهما لمدة30 ثانية كل يوم، والتي تساعد على استفزاز هرمونات السعادة وتجعلها تخرج من جديد، بالإضافة إلى أنها تخفف من تأثير منطقة النقد الموجودة في الدماغ، فيكون منسوب الانتقاد قليلًا بين الزوجين.
وقال إن عملية الاحتضان هي عملية فيزيائية تتحول لعملية كيميائية لدى الإنسان، وفي خلال 30 ثانية باستطاعة الفرد التغيير من موقف سلبى لإيجابي.
وذكر “الراشد” أن العديد من النساء يشكين من مقاطعة الرجال لهم وعدم اهتمامهم بهن وتغيير الحديث، أما الرجال فيشكون من عدم التواصل.
وذكر سبب تعويل التربية على الأم لأن 85% من وقتها تقضيه مع الأولاد، لكنه أوضح أن الأولاد الذين يشترك الأبوان في تربيتهم يكونون أكثر ذكاءً لأنهم نتاج خبرتين لا خبرة واحدة.
واستعرض فائدة البقاء في المنطقة الدافئة وجعل الزعل والاختلاف موقفًا عابرًا، وشرح قانون التمثل وهو كيف تستطيع أن تجد شيئًا يعطيك نفس الشعور، وذلك بجلب المشاعر الجميلة من بعيد بكل أحاسيسها.
وختم “الراشد” محاضرته بعرض مصفوفة التغيير لماتريكس لحياة أجمل، وأكد أن الاستمرار بالرضا سينعكس على الأولاد، مع ضرورة تهيئة النفس لمراحل الحياة الزوجية، فكل مرحلة تحتاج مهارات خاصة بها.