اللُّغة والتَّربية

يجنح المربون والمعلمون (والمدراء والدعاة…) إلى اللُّغة باعتبارها وسيلة أساس لإيصال رسائلهم إلى المستهدفين من أبناء وطلاب ومرؤوسين وجمهور. هذه الرسائل تبدأ عادة بأوامر ونواهٍ؛ فالأوامر تكون: بفعل الأمر وبالمضارع المقترن بلام الأمر، أو بالفعل المضارع المجرد مع إفادته له (للأمر):
– سَافرْ.
– لِتسافرْ.
– تُسافرُ مع صديقك.

وهذا (الأخير) بحاجة إلى قرينة لدلالته على ذلك.
وأما النواهي فتكون عادة بالفعل المضارع المسبوق بـ (لا) الناهية الجازمة، أو بـ (لا) النافية غير الجازمة (بحاجة إلى قرينة للدلالة على النهي):
– لا تسافرْ وَحدَك.
– لا يُسَافرُ أخوك وحيدًا.

والسؤال هنا: ما الطريقة الـمُثلى في إيصال الرسالة إلى المرسَل إليه؟
في أحيانٍ كثيرة تصدر الأوامر والنواهي بصورة عامة، لا تُحدَّد لها أهدافٌ بعينها. وإليك أمثلة على أوامر عامة يلقيها الآباء (والأمهات) والمربون على أولادهم:
– ذَاكِرْ دُرُوسَكَ.
– كُنْ نَظِيفًا.
– أدِّ عِبَادَاتِكَ.
– عَلَيكَ بِإحِياءَ ليالي شهر رمضان.
– كُن حَذِرًا.

لكن هذا الأسلوب ليس هو الأمثل؛ لأن الهدفَ عائمٌ، والرسالة غير محددة إلى جزئياتها.

لا بُدَّ أن تنتهج أسلوبًا يحدِّد مضمون الرسالة (الهدف) بصورة دقيقة وواضحة لا إبهام فيها.

والآن، لِنُصغْ الأوامر أعلاه بطريقة أخرى:
– ذَاكِرْ دُرُوسَكَ = اِحفظْ الآية الكريمة، ثم اتلوها عليَّ.
– كُن نَظِيفًا = ضَعْ مَلابِسَكَ في الغَسَّالَةِ.
– أدِّ عباداتِك = صَلِّ الظُهر حَين سَمَاعِكَ الأَذَان.
– عَلَيْكَ بِإِحِيَاءِ لَيَالَي شَهر رَمَضَان = اتْلُ خمسين آية. صَلِّ رَكْعَتَين.
– كُن حَذِرًا = اِلْتَفِتْ يَـمِينًا وَشِمَالًا حَيْنَ عُبُورِكَ الشَّارعِ.

إن الأوامر (والنواهي) العامة لا تُلقى اهتمامًا من الأبناء (وأمثالهم) عادة، لأن الهدف غير محدد، وفي كثير من الأحيان لا تصل الرسالة واضحة؛ فيحدث النزاع بين الأب وابنه، وبين المعلم وتلميذه، وبين الرئيس ومنسوبيه، ذلك أن المتكلم قصد شيئًا والسامع فهم شيئًا آخر.
أَلديك أمثلة أخرى من الواقع التربوي الذي تعيشه؟


error: المحتوي محمي