ما إن يهل شهر محرم الحرام ملقيًا بظلال أحزانه، حتى ينبري شيوخنا وأبناؤنا.. رجال ونساء.. شباب وشابات.. صغار وكبار.. مسارعين للمآتم تطوعًا للخدمة الحسينية وإحياء هذه الشعيرة السنوية.
وبفضل الله وبفضل هذه الدماء الشابة ارتقت الخدمات في عشرة عاشوارء إلى مستوى عالٍ من النجاح على جميع الأصعدة وفي كل المنطقة لما يقدم من خدمات جليلة لإنجاح إقامة هذه الشعائر بيسر، برغم الأعداد الهائلة من مرتادي هذه المآتم.
والملفت أن التطوع لا يقتصر على فئة معينة من الأعمار وكل له دوره.. من تنظيم.. وضيافة.. وحتى النظافة داخل المأتم.. غير مبالين لتغيرات الجو.. من حر.. أو برد.. أو مطر.. بقصد الأجر والثواب من الله سبحانه.. ورسوله.. وآل البيت عليهم أفضل الصلاة والتسليم.. ضاربين أعلى المُثُل في التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع..
فالمنظمات مثلًا والحق يقال يتمتعن بالصبر واللياقة والتحمل على شدة الزحام برغم ما يتعرضن له أحيانًا من البعض كاللاتي يرفضن التفتيش بحجة أنهن لا يحملن شيئًا أو بحجة أنهن شخصيات معروفة وليس هناك داعٍ لتفتيشهن.. ويقابلن ذلك بسعة صدر وخلق دون تذمر..
أما منظمو الخروج والدخول فيستخدمون أفضل العبارات مثل: (أمي – أختي) بحيث نتمنى ألا تنقضي العشر من المحرم.. لما يتمتع به أبناؤنا وبناتنا من خلق رفيع وتهذيب وحسن تعامل، وهذا ليس استنقاصًا بأخلاقهم طوال العام إنما ذكر تأثير مبادئ أبي عبدالله ونتاج ثورته التي ضحى من أجلها بروحه..
ولكن هناك ملاحظة أود التذكير بها لبناتنا ونسائنا بوجه خاص.. المستمعات والمفتشات.. عند الانتهاء من المأتم:
من مبادئ أبي عبدالله التي ضحى من أجلها:
1 – المحافظة على الحجاب والستر ولو كن لا يضعن غطاء على الوجه وهذا ليس عيبًا بحد ذاته إذا التزمن بالضوابط الشرعية.
2 – عدم رفع الأصوات أو الضحك بصوت مرتفع ملفت للأنظار.
3 – عدم الوقوف لفترة طويلة من غير سبب يستدعي الوقوف.
4 – عدم قصد أماكن التوزيع بقصد أخذ البركة مما يسبب الزحام وإرباك المرور.. حيث يتزامن خروج الجميع (رجال ونساء).. وليكن قدوتنا الفاطميات في الحياء.. وزينبيات في الحجاب..
لنعطي صورة مشرفة لإحيائنا هذه الشعيرة في الوقت الذي تكون فيه أنظار العالم موجهة إلينا ترقب ما نصنع.. وتصطاد في الماء العكر.. فلنضيّع عليهم هذه الفرصة..
وبالنسبة لبعض الشباب:
– المحافظة على حرمة المناسبات بشكل عام سواء في العشر أو في غيرها.
– عدم التلفظ بألفاظ لا تليق بالتربية والأخلاق، واستخدام بعض المواصلات استخدامًا سيئًا يسيء لكم ويعرضكم والآخرين للخطر..
وأخيرًا:
أتمنى أن تؤخذ هذه الالتفاتة للمصلحة العامة.. وفقنا الله وإياكم لإحياء هذا العام وكل عام.. بيسر وأمان.. والقائمون.. والداعمون لهذه المآتم بالخير والبركة في المال والأولاد.. إنه سميع مجيب.