الأحساء تحتضن القطيف بـ4 مؤلفين و120 إصدارًا لأطياف

احتضنت أرض الحضارات بالأحساء أربعة من كُتاب القطيف ودار أطياف، للمشاركة في فعالية “الأحساء تقرأ” لاستعراض تجاربهم الكتابية والأدبية، بتقديم المحاضرة الإثرائية، سواء كانت على منصة المسرح، أو بتوقيع إصداراتهم في الأركان الموجودة.

وجاءت المشاركة بدءًا من يوم الخميس 26 ذو الحجة 1439، والتي تمتد لمدة ثلاثة أيام متتالية، في أرض الحضارات بجبل القارة في الأحساء.

وشارك فيها دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف، والكُتاب؛ حسن آل حمادة، وعبدالعظيم الضامن، وحسن آل زايد، وأمين البراهيم.

وأوضح مدير دار أطياف للنشر والتوزيع الباحث السيد عباس الشبركة لـ«القطيف اليوم» أن مشاركتهم تمثلت في عرض 120 إصدارًا من إصداراتها لمؤلفين ومؤلفات أحسائيين، أحدثها منذ يومين؛ حيث صدر كتابان للكاتب عادل الحسين، هما “الطبيب الإنسان” و”طبيب الواحة في حوار”، وصدرت حول سيرة الطبيب الراحل صادق العمران، حيث وزعت منها في أمسية تأبينه السنوية الأولى يوم الخميس 26 ذو الحجة 1439، بالإضافة إلى مجموعة الأعمال الشعرية؛ الولاية الكاملة للشاعر جاسم الصحيح والذي وقعه يوم انطلاق المهرجان.

واعتبر الشبركة المشهد الثقافي في هجر الأحساء امتدادًا للمشهد لمحافظة القطيف، والبحرين، لما تمثله من ثقافة الخط الذي يجمع الجميع، وتوحد التاريخ الثقافي والاجتماعي فيما بينهم، إلا أننا نجد تميزًا من حيث الكم إلى الصادرات في القطيف، الذي يعطيها زخمًا مع اشتراكها في أنواعها بين؛ الأدبية، والثقافية، والعلمية، والدينية، والاجتماعية.

وشارك الكاتب حسن آل حمادة على منصة المسرح بتقديم أمسية ثقافية بعنوان “القراءة الفاعلة كيف تغير حياتك”، مع عرض وتوقيع كتابيه “وصايا جدتي الهاشمية”، و”العلاج بالقراءة”، معتبرًا في حديثه لـ«القطيف اليوم» الفعالية مشروعًا جاذبًا كونها في معلم تاريخي، ومع وجود الكُتاب لتوقيع كتبهم، وورش العمل والأنشطة لجميع الأعمال، مما جعلها نقطة التقاء بين المثقفين والمؤلفين للحديث عن كتبهم وتبادل الآراء.

وأعرب عن أنه يغبط الأحسائين على هذه الفعالية، داعيًا إلى أن يكون على شاكلتها والتعميم في مدن المملكة تحت مسمى “القطيف تقرأ”، و”الرياض تقرأ” و”جدة تقرأ” وغيرهم من مدن الوطن.

وأكد في أمسيته “القراءة الفاعلة كيف تغير حياتك”، على الحاجة للقراءة من أجل رقي حياة الفرد، ورفعة وتجديد لبناء الحضارات، متحدثًا عن تجربته في القراءة التي بدأت منذ الصف الثاني متوسط، لتستمر بمرور السنوات ليكون أحد المؤلفين المعروفين بالقطيف وإصداره 15 كتابًا.

وشدد على اتخاذ القراءة كسلوك يومي، كونها زاد للعقل، وإضافة جديدة للشخص، والتي تستلهم من نفس الشخص، والأسرة والمحيط الاجتماعي، ممارسة عادات تعزز ذلك، حيث يوجد لدينا خلل على مستوى الجميع، والذي يظهر واضحًا غائبًا وعدم تجديد لغة الحوار بين أبناء المجتمع.

وعرف القراءة ضمن مفهومها الدارج على أنها مطالعة الكلمة بغرض فهمها، ولكنها في الحقيقة قراءة الواقع والأفكار مع استثمار الحواس، إلا أنه اختصر ذلك ضمن تعريف “القراءة الفاعلة” التي تكون وفق عملية عقلية فكرية يقرأ الإنسان من خلالها، مادة مكتوبة ويستوعبها وينقدها، ليستفيد منها وتطبيقها في المواقف الحيوية.

وأرشد آل حمادة إلى عدة أساليب تعزز القراءة في ذات الشخص والأسرة من أجل تنشئة جيل قارئ وفق مقولة “اقرأ ليقرأ أطفالك”، مطالبًا بتأسيس مكتبة منزلية متنوعة تناسب اهتمامات جميع الأعمار، والعمل على تلخيص وكتابة المواد المقروءة، خاتمًا أمسيته بمداخلات الحضور.

من جانبه، عرض الكاتب والفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن في ركنة خاص إصداراته الأدبية والتشكيلية التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من الحضور للمهرجان، وهي؛ الحركة التشكيلية في المنطقة الشرقية، ومبادئ الرسم والتلوين للموهوبين، والمنمنمات، مع توقيع وعرض كتابه “فسيفساء”.

وقال لـ«القطيف اليوم»: “منذ زمن طويل وكتبي حبيسة الرفوف، لم أجد الفرصة لإظهارها للجمهور، واليوم وجدت الفرصة في “الأحساء تقرأ”، وكان حوارًا جميلًا يدور بيننا لمعرفة مضمون الكتب، والأجمل في المهرجان هو حسن الاستقبال والترحيب من إدارة أرض الحضارات وكذلك الجمهور”.

ووقع الكاتب أمين البراهيم باكورة كتبه “أنت..من تكون؟” داعيًا إلى أن لا تكون الأخيرة، إذ لمس خلالها تفاعل القرّاء مع الكتاب الورقي وحرصهم على اختيارهم الكتاب المناسب بعناية، مبينًا لـ«القطيف اليوم» أن تنفيذ هذه الفعالية في هذا التوقيت الصعب أثبت أن المجتمع الأحسائي منجذب للقراءة والثقافة.

وتمنى أن تُعمم مثل هذه الفعالية في عموم المملكة وأن نجد قريبًا “القطيف تقرأ”، خاصة أن وجود كتّاب وفناني القطيف كالفنان عبدالعظيم الضامن، والفنان حسن آل زايد والكاتب حسن آل حمادة كان ملفتًا، خاصًا بذكره مدير دار أطياف السيد عباس الشبركة الذي كان لوجوده أثر معنوي كبير جدًا.

وتفاعل الفنان حسن آل زايد مع الأطفال والكبار في شرح فن الكاريكاتير، مع تطبيقه من البعض وذلك في توقيع كتابه “كيف أرسم كاريكاتيرًا”، واعتبر تجربته مثرية من حيث التعرف على الساحة الثقافية والمؤلفين عن قرب.


error: المحتوي محمي