رياح التغيير في كربلاء

أيام قليلة ويتجدد الحزن والأسى عند محبي آل بيت المصطفى (عليهم السلام)، حيث ذكرى أعظم فاجعة عرفها التاريخ البشري “فاجعة كربلاء”، وبما في هذه الفاجعة من مآسٍ وآلام فيها دروس وعبر في الأخلاق والعقيدة ومبادئ الإنسانية في هذه الحياة.

إن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن ثورة وقتية لتموت بعد زمان، وإنما كانت ثورة بدأت لتدوم ولتكون نبراسًا، للحق والعدالة والهداية والإنسانية ضد الوحشية.

إن الظلم والتعدي السافر على سِبْط رسول الله (ص) الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (ع) هو أكبر وأعظم جريمة عرفها التاريخ البشري ضد الإنسان وإنسانيته، والذي سيبقى صداها قائمًا إلى يوم يبعثون.

الزخم العاطفي الكبير الذي يغذي الروح بصدق العاطفة في كربلاء؛ الحسين يدعونا لعدم الدخول في دائرة الخطيئة على مستوى الأفعال أو الأقوال أو المشاعر بأن نكون ملتزمين أمام الآخرين بحب مزيف، فنحن نكون خائنين لذاتنا خيانة حقيقية عندما نكون بين الشيطان والنفس والهوى، ولا نشعر أن الله تعالى هو الذي يرانا، فنحتاج أن نلتزم الصدق مع أنفسنا ومع الله، فلا شيء يسند الروح كالصدق ولا شيء يخلق الضعف والتمثيل في العاطفة كالكذب.

نتمنى من محبي الإمام الحسين (ع) في أيام عاشوراء التحلي بالآداب الإسلامية، بإتيان الواجبات وترك المحرمات، والتخلّق بالأخلاق الفاضلة، وعلى الأخوات المؤمنات الابتعاد عن مزاحمة الرجال في المواكب الحسينية، وعند التمثيل لواقعة كربلاء، كما على المشاركين في مجالس العزاء على السّبط الشهيد تنزيه تلك المجالس عن الوساخة والأشياء المزرية، كما ينبغي علينا تجنيب المواكب الأمور المنافية للعادات الاجتماعية، وتنظيف المآتم وممر المواكب عن المنكرات، والحرص على عدم قذارة الشوارع برمي مخلفات علب مياه الشرب وأكواب الشاي والمبردات، وظروف الأطعمة وما إلى ذلك.

وعلى الخطباء أن يعالجوا قدر المستطاع جميع الموضوعات التي يحتاجها الناس في هذا العصر المتغير، الذي ضعفت فيه الديانة في قلوب الناس، وكثرت معها الفتن، فهم يحتاجون إلى تقوية إيمانهم، وترسيخ عقيدتهم، وما تخللها من انحرافات من أقوال أو أفعال جاءت من خارج مجتمعهم.

خلاصة القول هي: أن نجعل من أيام الحسين (ع) دروسًا في العقيدة والتضحية والأخلاق لتهذيب أنفسنا.


error: المحتوي محمي