هل ابنك أو ابنتك يملك من القدرات العقلية ما يسعفه في الأزمات أو المشاكل و يساعده على تجاوزها؟
مفهوم السعادة والنجاح هدف أساسي في توجيه بوصلة جهود الفرد، فهل يملك أبناؤنا تحديدًا تصوريًا لها، وعندهم من الوسائل ما يحقق غاياتهم؟
العلاقات الناجحة وعوامل الاستقرار فيها منشأ للصحة النفسية والإحساس بالأمان الاجتماعي، فهل أبناؤنا ينسجون علاقاتهم خبط عشواء أم يمتلكون معايير على أساسها يختارون من يصادقون؟
كيف تتعامل مع الآخرين؟
سؤال مهم يسهم في إرساء حياة أبنائنا على شاطئ الثقة بالنفس والإحساس بالمقبولية والمحبة في محيطه الأسري والاجتماعي، فهل يقدم ومضًا معرفيًا ومهاريًا لطلابنا مما يعينهم اجتماعيًا؟
لغة الحوار وطرح وجهة النظر والقدرة على توضيحها والإسهاب في بيانها، طلبًا لإقناع الآخر أو على الأقل بيان أوجه تبنيه لها، مهارة حياتية عالية يفتقدها أبناؤنا ولم يتدربوا عليها ولم يتلقوا تجارب ومواقف تعليمية موجهة متعددة تصقل فيهم هذه المهارة.
تشتت الذهن والانشغال والتفكير بكل شيء وسرحان الخيال معه أثناء المذاكرة أو تلقي الدرس أو قراءة الكتاب، من العوامل المثبطة لمسيرة النجاح والتألق بالنسبة للطفل، ولأنه لم يلق العناية والتوجيه المجنب لهذه الصفة السلبية أدى ذلك إلى ضعف مستواه التعليمي والثقافي، فمن يعطيه جرعة توعوية بهذه المهارة الحياتية ويساعده على التركيز والانتباه في أوقات المذاكرة أو النقاشات؟
وتنظيم الوقت يوفر للطفل مساحة كبيرة لتنمية مهاراته وممارسة هواياته دون أن يكون ذلك على حساب دراسته والقيام بواجباته، ولكنه يضيع قدرًا كبيرًا منه بسبب انشغالاته المتعددة، وعدم قدرته على تقسيم وقته وتقديم الأهم وأداء الواجبات، فيا ترى: كم من الوقت والجهد سنوفره على طفلنا حينما ندخله في منهج ودورة برمجة الوقت؟!
مفاتيح الحياة وفهم الدور الذي يؤديه في ميدان الدراسة والعمل بعد ذلك، والعلاقات المتنوعة وأسسها، هي القدرات اللازمة التي يتحلى بها الطفل في سبيل تذليل العراقيل والمشاكل التي يمر بها، متحملًا المسؤولية على عاتقه دون تهرب من مواجهتها وبذل الوسع لحلها بحسب إمكانياتها، وغياب هذه المهارات أو تهميشها مع تركيز وتسليط ضوء قوي على المواد الدراسية، ينتج لنا شخصية طفل مهزوزة أمام الصعوبات، وحتى ما يمتلكه من إمكانيات متنوعة لا يمكنه أن يحسن توظيفها في طريق تحقيق أهدافه المستقبلية، فكم من طفل موهوب في جهة معينة ضاع في زحام الحصص الدراسية المتلاحقة!!
وحتى على المستوى الدراسي والحصول على درجات متقدمة وعالية، ألا يحتاج ذلك إلى شخصية قوية تتميز بحسن التركيز والنباهة، وقدرة على التواصل مع زملائه لخوض المنافسات والتحمس لها، واستذكار فعال لدروسه في عصف ذهني ونقاش فعال، ومواجهة الإخفاق غير المتوقع أو الظروف الأسرية أو الصحية أو النفسية الصعبة، ألا يحتاج إلى قدرة من التكيف وتقبل الواقع والعمل في إطار الإمكانيات المتاحة، فإن الثقة بالنفس والعمل المثابر بحسب قدرته، تحقق للطفل السعادة والآخرين.