الحداثة والاجتهاد أطروحة ومناقشة بمنتدى الثلاثاء

ناقش منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف في ندوته لهذا الأسبوع أطروحة الباحث زكي الميلاد حول تجديد مفهوم الاجتهاد كمبدأ للحركة والانطلاق نحو الحداثة، في ندوة حملت عنوان “الحداثة والاجتهاد: نحو مقاربة فكرية ومنهجية”، وذلك مساء الثلاثاء 25 جمادى الأولى 1438هـ الموافق 21 فبراير 2017م.

وقد صاحب الندوة فعاليتان أولاهما المعرض التشكيلي للفنان ميرزا حسين الصالح أحد فناني الرعيل الأول الحائز على العديد من الجوائز التقديرية والأوسمة، والذي مثل المملكة في العديد من المعارض الخارجية، والثانية مشاركة محمود الدبيس الذي قدم تعريفا بمبادرة “معارف مقروءة” كمشروع ثقافي يهدف إلى خلق بيئة مشجعة لقراءة الكتاب عن طريق الاستماع لمقاطع نصية قصيرة في شتى مجالات المعرفة ضمن هندسة صوتية متقدمة.

وأدار الأمسية محمد المحسن رئيس اللجنة المنظمة بالمنتدى الذي مهد لموضوع الندوة بالقول بأن أزمة الفكر الإسلامي المعاصر وتشعبه بين الحداثة والاجتهاد وكذا مفهوم الاجتهاد وتطبيقاته، هي من الموضوعات الشائكة والتي أخذت من مفكري العالم العربي والاسلامي الكثير من الجدل.

وبدأ الميلاد ورقته بالقول بأن من الأطروحات الفكرية التي يتبناها الأطروحة التي ترى أن الاجتهاد في المجال الإسلامي هو المفهوم الذي يعادل أو بإمكانه أن يعادل مفهوم الحداثة في المجال الغربي.

وتخلل الندوة مداخلات بدأت بتساؤل حسن جميعان حول توقف حركة الاجتهاد، وعن مدى ما يسببه تعارض بعض النصوص في تشكيل عائق نحو سعة وتضييق الاجتهاد.

وعلق نادر البراهيم بقوله أنه لا يمكن المقاربة بين مفهوم الاجتهاد ومفهوم الحداثة ذلك إن الاجتهاد لدى المسلمين بني على معتقدات تشكل حقائق لا يمكن القفز عليها والاجتهاد إنما هو لإثبات تلك المعتقدات والتبرير لها، وهذا يناقض مفهوم الحداثة الغربي التي بنيت منذ عهد التنوير على وجود حرية مطلقة غير مشروطة بحقائق مطلقة. وعبر صالح العمير عن أهمية توسيع حركة وفاعلية الاجتهاد في الأمة والاهتمام بتعرف الأمة على مجتهديها الذين أسهموا في معالجة قضاياها.

وتحدث محمود الدبيس حول أهمية الاشتغال على معالجة اشكاليات ومعوقات تقبل الحداثة، واعترض الكاتب بدر الشبيب على فكرة منح العقل سلطة موسعة في الفكر الاسلامي قائلاً بأن ذلك يصح فقط على المستوى النظري والبحث، ولا مجال للمقارنة بيننا كمسلمين مع سلطة العقل في الفكر الغربي.

وعبر علي الحرز عن دهشته حول المفارقة بين غزارة الانتاج الفكري التنويري في دول المغرب العربي وبين انخراط عدد كبير من شبابها في تنظيمات ارهابية متطرفة، وتساءل زكي البحارنة حول ما يمكن أن يشكل تناقضاً في طرح الميلاد بين اشتراطه للانطلاق نحو الحداثة عبر مفاهيم خاصة بنا كمسلمين، وبين عدم تأييده للقطيعة مع الحداثة الغربية، وتحدث عن أن المنطلق للحداثة للعالم الاسلامي يجب أن يبدأ من اصلاح البنى الأساسية للنهضة كالتعليم والصحة وإصلاح النظام العام. وكانت آخر المداخلات لعلى السويد الذي تساءل حول حقيقة تأثر الحداثة الغربية بالحضارة الاسلامية في العصور السابقة.


error: المحتوي محمي