المسرح غذاء الروح

المسرح هو من أقدم الفنون الأدبية التي عرفتها الحضارة الإنسانية؛ فمنذ زمان بعيد أقام الإغريق مسارحهم في مناسبات دينية ووطنية، فعرفوا المأساة والملهاة، وتناولوا موضوعات دينية واجتماعية وأدى مسرحهم دوره في تعليم مجتمعهم.

لست مؤلفًا لأقوم بتاليف قصة ما أو مخرجًا لأقوم بإخراج فيلم أو مسرحية يكون بطلها هذا وذاك ولكنني أتذوق الطعم والنكهة التي تكون على خشبة المسرح مثلي مثل بقية العامة، خصوصًا عندما تكون مسرحية بطلها الأول والأخير هي الكلمة الهادفة التي تستهدف المجتمع وبالخصوص فئة الشباب لما يعانية البعض من بعض الإشكالات التي تواجهه خصوصًا إذا ما نظرنا إلى العالم من حولنا وهو في تغير مستمر، نظرًا للتطور التقني الذي يمر به العالم حيث أصبح قرية صغيرة يستطيع كل منا أن يرى الآخر.

وعندما ينبهر الشاب بالغرب والسلوك الغريب البعيد عن الصبغة والقيم العربية والإسلامية الأصيلة هنا تكمن المشكلة، وهنا ما أردت أن أطرحه فليسمح لي الأخوة الكتاب والفنانون؛ أين أنتم من المسرحيات الهادفة؟ إن مخاطبتي لكم هي عتاب محب وليست انتقادًا، إن الدور الذي يلعبة المسرح في تثقيف المجتمع لا يقل أهمية عن غيره؛ ولهذا نحن بحاجة إلى إنشاء مسارح ليؤدي الفنانون عملهم عليه خصوصًا أنه توجد لدينا شخصيات بارزة على مستوى المملكة والوطن العربي سواء كتاب أو ممثلين ومن الجنسين.

أتمنى أن يأتي يوم ويبصر النور مسرحًا يخدم المحافظة وبالخصوص فئة الشباب حيث سيكون مكانًا خصبًا لاستقطاب الجيل الجديد صاحب المواهب التي سوف تكون بارزة في أقل وقت ممكن لثقتي فيما يمتلكة أبناء القطيف من مواهب كبيرة للأسف مهملة بسبب عدم وجود مكان يمارسون فيه هواياتهم.

أتذكر عندما كنا صغارًا كنا نحضر مسرحيات على مسرح مدرسة سلمان الفارسي بالقديح في الهواء الطلق أثناء المساء رغم حرارة الجو في وقت الصيف، ولكننا كنا نستمتع بما يقدم رغم قلة الإمكانات؛ واليوم هناك مدارس يوجد بها صالات لا يمنع أن تستخدم لعمل مسرحيات بعد التنسيق مع جهات الاختصاص أو المعنية والمسؤؤلة عن ذلك، أنا هنا أطالب الأخوة الفنانين والكتاب أن يؤدوا دورهم في المجتمع من خلال تكثيف وعمل المسرحيات وسوف يكون هناك عامل جذب للشباب فهل سيصل صوتنا للمعنيين عن ذلك؟
وهل سيبصر النور أم سيتبخر في الهواء؟
مع العلم أن هناك الكثير ممن يتجه لدول الخليج خصوصًا مملكة البحرين لكونها الأقرب لحضور مسرحية هنا وندوة شعرية هناك.


error: المحتوي محمي