أوضح فضيلة الشيخ صالح آل إبراهيم أن الطلاق ظاهرة اجتماعية تنذر بخطر يهدد الكيان الأسري والاجتماعي، وذلك بناء على الدراسات والإحصائيات، حيث أصبحت هذه الظاهرة تحتاج إلى وضع حلول جذرية من الأفراد والمؤسسات الاجتماعية والأهلية والرسمية.
جاء ذلك في لقاء الجمعة الأسبوعي لديوانية سنابس، التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس الذي أقيم يوم الجمعة 20 ذو الحجة 1439هـ، والذي حل فيه ضيفًا الشيخ صالح آل إبراهيم؛ للحديث حول “حماية الأسرة من الطلاق”، وحضره مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي في المجتمع.
وبدأ اللقاء الذي أدار حواره سلمان العيد، بالتعريف بالشيخ آل إبراهيم، واستعراض إنجازاته حيث إنه مؤسس ورئيس مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي بصفوى، وباحث وكاتب في الشأن الثقافي والاجتماعي والأسري، بالإضافة إلى أنه محاضر ومدرب في العلاقات الزوجية والأسرية.
واستشهد الشيخ في مستهل حديثه بالأحاديث المروية عن النبي (ص) والتي تؤكد على العلاقات الزوجية، وتحذر من الطلاق وعواقبه، منتقدًا الطلاق وزيادة عدد حالاته، لافتًا إلى أنه عند حساب عدد حالات الطلاق بمقارنة عقوده بعقود الزواج في نفس السنة فإنها ليست طريقة علمية وتعتبر خاطئة، إذ ليس بالضرورة أن من تزوج منهم هو من تطلق.
واستفاض في الحديث عن نتائج الاستبيان الإلكتروني الذي أعده مركز البيت السعيد بصفوى، حول “المشكلات التي يعاني منها المطلقون والمطلقات واحتياجاتهم” وشارك فيه 347 شخصًا من المطلقين والمطلقات.
وذكر الشيخ أن من نتائج هذا الاستبيان أن أغلب حالات الطلاق تكون في الخمس سنوات الأولى من الزواج، مرجحًا ذلك إلى ضعف الثقافة الزوجية أو قلتها في هذه السنوات، كما أن اعتقاد الطلاق في فترة الخطوبة هو أفضل حيث إنه يعكس عدم الصبر والتحمل وصعوبة الانسجام.
ودعا إلى الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، حيث وجد أن 22% من حالات الطلاق تعسفية، وربع المطلقين يشعرون بالندم بعد الطلاق وهذا يدل على التعجل في أخذ القرار، كما أن 55% من المطلقين من حملة الشهادات الجامعية، وهذا مؤشر على أن الطلاق شائع في شرائح المجتمع المتعلمة.
وأكد على أهمية أخذ الاستشارات الأسرية عند التفكير في الطلاق، والتي تكون من أهل الخبرة والتخصص، والحكمة من العائلة أو ذوي الاختصاص.
وحذر من مخاطر الطلاق التي تمتد إلى الأبناء، وتكون بصورة مضايقة الأهل والوسط الاجتماعي، وتفكك العلاقة الزوجية، وفقدان الاستقرار العاطفي، مع حدوث المشاكل العاطفية والمالية، وحرمان الأبناء من الحنان والعطف.
ونوه آل إبراهيم إلى أن حالات الطلاق لا تستحق أن تصل إلى ما وصلت إليه وكانت مجرد اختلاف في الرأي، مشددًا على ضرورة علاج الأمراض النفسية التي يمر بها الزوجان، وفهمها ومنها؛ اكتئاب فترة ما بعد الولادة للمرأة، والذي يتطلب من الزوج فهم الظروف النفسية لزوحته أثناء الحمل، وبعد الولادة، وفي أيام الدورة الشهرية.
وأشار إلى أن تحمل مسؤولية الطلاق تقع على عاتق أكثر من جهة في الدولة وجميع إدارات المجتمع والمؤسسات الاجتماعية والعبء الأكبر يكون على الأسرة.
وقدم إرشادات لحماية الأسرة من الطلاق، وناقشها بأسلوب حواري؛ جاء منها على سبيل المثال لا الحصر؛ تنمية حس المسؤولية والالتزام تجاه الأسرة، وتوعية الأزواج بالأخطاء وعواقب الطلاق، وتفعيل دور الحكم العائلي في الصلح بين الزوجين.
وتعددت المداخلات من الحضور فكانت منها تساؤلات تتعلق بموضوع الحلقة؛ حيث كان سؤال أحد الحاضرين ويدعى حسين جلال: كيف تتم تنمية حس المسؤولية تجاه الأسرة؟، وقال محمد جليح: ما الفرق بين الطلاق والخلع وفسخ النكاح؟، أما حسن آل حسن فكان سؤاله عن سبب البطء الشديد عند وقوع الطلاق في المحكمة؟
من جانبه أكد الاختصاصي ناصر الراشد بـ”مركز البيت السعيد بصفوى” أهمية الدورات التأهيلية والإرشادية للحياة الزوجية، كونها ليست ترفًا فكريًا، وعقب على ذلك حسن آل طلاق قائلًا: “لماذا لا يشترط خوض الزوجين هذه الدورات الأسرية قبل الزواج وأخذ الاستشارات الأسرية قبل الطلاق”.
واختتم الشيخ اللقاء بالرد على هذه الاستفسارات ومنبهًا بضرورة الوعي بالخطر الذي لا يجسد القيم الدينية في التعاملات وإن كان في بعض الأحيان حل لابد منه، إلا أنه ليس أول الحلول.