يتحدث ستيف جوبز مؤسس شركة آبل عن مشاركته في إلقاء كلمة في حفل تخرج دفعة من طلاب جامعة ستانفورد فيقول: إنه طلب من أحد الكتاب مساعدته في إعداد الكلمة عبر إعطائه الأفكار التي يريد أن يطرحها، إلا أن ذالك الكاتب تأخر في تلبية طلبه، عندها قرر أن يعد الكلمة بنفسه.
وذكر ستيف أن أسهل الكلمات هي ما تكون على شكل قصة؛ لذا قام بتجهيز ثلاث قصص لطرحها على الطلاب، مشيرًا إلى أن الناس تحب أن تسمع القصص، الأولى كانت حول تركه في أول أيام دراسته لبعض الدروس واهتمامه بالدروس التي يحبها فقط، والثانية كانت حول إقالته من شركة آبل، أما القصة الثالثة فكانت حول إصابته بمرض السرطان، ولا شك أن القصص من أسهل الأمور وصولًا إلى قلب المتلقي، وقد جاء في القرآن ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ﴾، مما يؤكد على منطق العبرة من القصص المختلفة التي نسمعها، لذا فقد شدتني قصة الشاب علي وهو الطالب الذي يدرس في الخارج، وأثبت لنا ما يملكه شبابنا من قدرات وتصميم لتجاوز الصعاب ومن ثم تحقيق أفضل النتائج، هذا الشاب وبعد تخرجه وافق أن يعمل بوظيفة بمعدل دخل منخفض، يعادل تقريبًا ربع المعدل المتوقع، وبدوام كامل لمدة 24 ساعة حيث إنه عليه الإجابة والتواصل طوال اليوم، ومن دون إجازة طوال تسعة أشهر، حتى من دون إجازة نهاية الأسبوع، بدلًا من البقاء دون وظيفة ودون دخل، وهذا درس لبعض الطلبة، فالموافقة المؤقتة على وظيفة ما، أفضل من البطالة والبقاء دون عمل، إلا أن قصة الشاب لم تنته بعد، فقد سعى لوظيفة أخرى، بعد أن ترك وظيفته الأولى، جاءه اتصال بعد منتصف الليل لإجراء مقابلة في اليوم التالي للتقدم لوظيفة جديدة، فلم يتردد في الموافقة على المقابلة رغم أنها جاءت بعد عدة ساعات، ومع ذلك لم ينجح في المقابلة، وخسر الوظيفة، إلا أنه لم ييأس، وأصر على تعلم ما فشل في الإجابة عنه في المقابلة عبر الإنترنت، فاعتكف لمدة ثلاثة أيام ممتنعًا عن كل شيء تقريبًا، بعدها قرر قرارًا مهمًا، متسائلًا؛ لماذا لا أتصل بمن أجرى معي المقابلة وأطلب فرصة أخرى فلن أخسر شيئًا؟ فإما أن يتم رفض الفرصة الثانية، أو أن تتم الموافقة وأحصل على الوظيفة، وهذا موقف مهم، فقد يتردد بعض الشباب عن الإقدام نحو فرصة ثانية في العديد من المواقع، إما خجلًا أو خوفًا من الرفض، وبالتالي فإنهم يخسرون احتمال إتاحة المجال لهم بفرصة ثانية.
الشاب علي اتصل وطلب فرصة ثانية، وتمت الموافقة، وحُدد موعد المقابلة بعد عدة أيام، واصل فيها الشاب تعلمه وتحضيره لها، وتمت المقابلة وفي هذه المرة نجح فيها بامتياز، وحصل على وظيفة ممتازة وبمرتب جيد، والأهم من ذلك أن تلك الشركة ومنذ الأيام الأولى عملت على تقديم أوراق له للحصول على البطاقة الخضراء، التي تؤهله للعمل والبقاء في أمريكا، وهي فرصة كبيرة لا يستطيع الحصول عليها أحد بسهولة، وبغض النظر عما إن كان سيرغب في البقاء هناك أم لا، فإن الخيار الآن أصبح لديه والقرار بيده هو، كل ذلك لأنه لم ييأس وسعى نحو فرصة ثانية دون خجل وجهز نفسه لتلك الفرصة ونجح فيها بامتياز.
أنا متأكد أن هناك العديد من شبابنا المبدعين والنابهين الذين يشرفوننا في الخارج، من أمثال الشاب علي وهم الواجهة الحقيقية للشاب السعودي المبدع والمتمكن.. أمنياتنا لهم بدوام التفوق والنجاح – بإذن الله.