الرهبة المدرسية يكسرها وجود الأبوين في بداية اليوم الدراسي

لا يزال حضور اليوم الدراسي الأول راسخًا في ذاكرة الأبناء والأبوين، من اللحاق بهما حتى باب المدرسة، موجات البكاء، ومقاومة صعود الباص في الأسابيع الأولى، يستحضر أولياء الأمور وذووهم بداياتهم الدراسية مع بداية كل عام دراسي جديد خاصة إن كان لدى الأسرة أطفال في مراحلهم الدراسية الأولى.

تتفاوت ردود أفعال الأطفال وتعاطيهم مع الحدث بين الرهبة لانتقالهم مرحلة جديدة وآخرين لهم استقلالهم الخاص وكأنهم بزيارة عائلية والبعض الآخر في حماس للتعرف على أصدقاء جدد وعالم جديد، مع وجود الأمهات والآباء لتمهيد أول يوم دراسي بالمدارس أو الروضات، هذا الحضور الذي تفضله إدارات المدارس يتأرجح بين الإيجابية والسلبية – بحسب أولياء أمور – تنعكس على نفسية الطفل لعام دراسي بأكمله «القطيف اليوم» وقفت مع آراء اختصاصيين بهذا الشأن.

تنصح معلمة رياض الأطفال آمنة المنصور بحضور الأم في بداية اليوم معتبرة أنه أمر مهم لاندماج الطفل وتشجيعه لنزع الرهبة منه وبدء عامه بثقة، أما عن استمرارية حضور الأم فتقول: “إنه سوف يعقد مسألة الالتزام والرسمية للمكان ويهدم البيئة الصفية حيث ينشأ غيره بين الطلاب إذا لم تحضر أم الطفل الآخر، ويفضل حضورها لمنتصف اليوم حيث إن ذلك يعطي دافعًا لتعويده على بداية انطلاقة جديدة”.

وتتفق الاختصاصي الاجتماعي فاطمة آل عجيان مع المنصور على أن حضور ولي الأمر وحدوث التعارف بينه وبين المعلمين والإداريين، يصب في صالح الطفل ويحسن من نقاط ضعفه، فيما يتعلق بجانب الاندماج في البيئة المدرسية ليكون أكبر مسؤولية ومستقلًا بذاته، مشيرة إلى أن تكوين علاقة مع المعلم مهم جدًا لتعكس الاهتمام بين الطرفين على الطفل حيث إنه هو الهدف المشترك.

وتذكر المنصور معلمة رياض أطفال أنها تبدأ بالنزول لمستوى عقلية الأطفال لتجذب حماسهم وتبعد الخوف عن محيطهم، حيث تُفتتح الفصول بالأناشيد والأمور المرحه فيما بينهم، حيث ذكرت موقفًا تعرضت له وهو أنه كان هناك طفل بأول يوم دراسي يرفض الدخول إلى الفصل مع الأطفال وما إن بدأت المعلمة بالأناشيد والتصفيق الجماعي نسي وجود والدته ودخل بين مجموعات الأطفال بضحكاته وسعادته كانت واضحه، حيث تبيّن مدى أهمية دور المعلمة لكسر هذا الحاجز وأخذ الطفل لعالم جديد ليشق طريقه دون خوف.

وتضيف أزهار علي أم لطفلة ذات أربعة أعوام أن من أساليب الطفل أنه يحتمي بأمه ويعتمد عليها، ولكنها تسلك طريقًا كما اعتادته من والدتها حيث كانت تقوم بإرسالها للمدرسة بمفردها، واصفة أن هذا التصرف أعطاها الثقة بنفسها والشجاعة في تحمل مسؤولية نفسها، مبينة أنها الآن أصبحت تتبع هذه الطريقة مع ابنتها وإرسالها للروضة، مُؤكدة أنها ما دام الطفل سليمًا وبقدراته الكاملة فلا داعي لوجود الأم معه.

واتفق أولياء أمور ومعلمون على أهمية وجود الأبوين مع أبنائهم خلال مراحل الدراسة ولكن ليس بشكل يومي أو طوال فترة وجود الطفل بالمدرسة، لكي يعتاد على المكان بمن فيه بعيدًا عنهما، ولا يعتمد على وجودهم بشكل يومي، مع التركيز على جانب التواصل بين البيت والمدرسة، حيث إن البعض يكون بعيدًا نوعًا ما عن التواصل وذلك ليس في مصلحة الطفل، خاصة حضور مجالس الآباء والأمهات، أو التواصل الكتابي في دفاتر الواجبات التي تحمل ملاحظات المعلم.


error: المحتوي محمي