وقفتكم صادقة

أنشئت جمعية مضر الخيرية للخدمات الاجتماعية بالقديح 1387/9/15 للهجرة، على أيدي رجال كان ديدنهم الصدق في حبهم لأبناء بلدتهم، قال الله تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}.

ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، فإن الدور الذي تلعبه الجمعية في تحسين الوضع المعيشي لبعض الأسر ليس غريبًا على الجميع، ناهيك عن المساعدات التي تقدم للأيتام والفقراء المعوزين في مجتمعنا.

لا يخفى على الجميع سواء القاصي والداني أن الإنجازات والمساعدات التي تقوم بها الجمعية، وبالخصوص المتمثلة بمجلسي الإدارة السابقة والحالي، لا يوجد لها نظير من حيث العمل الدؤوب الذي يقومون به من خلال اللجان العاملة، على سبيل المثال لا الحصر، لجنة كافل اليتيم، ولجنة تحسين المساكن، وغيرها من لجان، حيث بلغت المساعدات التي قدمت خلال العام الحالي ما يقارب ٢.٤٥ مليون “مساعدات” قدمتها الجمعية.

وهذا دليل على العمل الجبار الذي يقوم به الأعضاء، سواء من داخل المجلس أو من خارجه في سبيل تحسين أوضاع الأسر المتعففة وغيرهم من المحتاجين من أبناء المجتمع، حيث قال سبحانه وتعالى {وما تنفقوا من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ.} صدق الله العلي العظيم، وهناك أحاديث كثيرة وردت عن الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تحث على الصدقة والتصدق.

ووردت أحاديث كثيرة توضح أهمية مساعدة الفقراء والمحتاجين من المؤمنين، وقد اعتبر الله الإنسان المعين للعباد من أفضل عباده وأحبهم وأقربهم إليه، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): “ألا إن أحب المؤمنين إلى الله من أعان المؤمن الفقير من الفقر في دنياه ومعاشه، ومن أعان ونفع ودفع المكروه عن المؤمنين”.

ومثال آخر على الصعيد الاقتصادي؛ فلو فكر إنسان في توفير الثروة لنفسه، وتحصيل وسائل الراحة والرفاه، ولم يهتم بأوضاع من حوله من الفقراء والمحتاجين، فإنه لن تتحقق له الراحة والسعادة في المجتمع، لهذا يجب علينا نحن كأبناء مجتمع أن نقف مع الجمعية والعاملين بها وندعمها لتئدي الدور المناط بها بالشكل المطلوب، وخصوصًا أن هناك من أبناء المجتمع من هم بحاجة للوقوف معهم قد لا نعلمهم نحن نظرًا لتعففهم، ولكن هناك من القائمين باللجان التابعة للجمعية من يعرفون كيف يوصلون تلك المساعدات لهم، كما يقال المثل “أهل مكة أدرى بشعابها”.

إنني أثق بأبناء المجتمع القديحي الأصيل بأنهم سيقفون كعادتهم في دعم أنشطة اللجان العاملة الوقفة الصادقة، وهذا ليس غريبًا على أهل النخوة والكرم أبناء القديح الكرماء، الذين يشهد بكرمهم القاصي والداني لحبهم لعمل الخير والمساهمة بشكل لافت في جميع الأنشطة المساهمة في تحسين أوضاع أبناء المجتمع الذين هم بحاجة إلى تلك المساعدات.

وفي الختام، أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الإخوة الذين أخذوا على عاتقهم تحمل المسؤولية الجسيمة في خدمة المجتمع، حيث يتحملون ما لا طاقة لهم به بابتعادهم عن احتياج أسرهم في سبيل الوقوف ومساعدة المحتاجين والفقراء.


error: المحتوي محمي